إن لم يكن مفتوحا ، نحو «يضربان ، وينصران ، واضربا ، وانصرا» وإن كان آخر الفعل مفتوحا بقى ذلك الفتح ، نحو «ضربا ، ونصرا» (١) ، وإن كان الضمير واوا ضمّ له آخر الفعل ، نحو «ضربوا ، ونصروا ، ويضربون ، وينصرون ، واضربوا ، وانصروا» وإن كان الضمير ياء كسر له آخر الفعل (٢) ، نحو «تضربين ، وتنصرين ، واضربى ، وانصرى» ، وإنما يفتح آخره أو يضم أو يكسر لمناسبة أحرف الضمائر.
ويجب أن تقارن صيغ جميع أنواع الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر بصيغ هذا النوع ؛ فكل تغيير يكون فى أحد الأنواع فلا بدّ أن يكون له سبب اقتضاه ، وسنذكر مع كل نوع ما يحدث فيه من التغيّرات وأسبابها ، إن شاء الله.
__________________
(١) ومن العلماء من يذهب إلى أن الفتحة التى كانت فى «ضرب ، ونصر» قد زالت وخلفتها فتحة أخرى لمناسبة ألف الاثنين فى «ضربا ، ونصرا» وعلى المذهب الذى ذكرناه فى الأصل يقال فى «ضربا» : مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، وعلى المذهب الآخر يقال فى «ضربا» : مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الفتحة فى «ضربا» على الأول فتحة البناء ، وعلى الآخر هى فتحة اجتلبت لمناسبة الألف ، فأما فتحة البناء فليست موجودة فى اللفظ ، فافهم ذلك.
(٢) إذا تأملت فى أنهم كسروا آخر الفعل عند اتصاله بياء المؤنثة المخاطبة لكونها فاعلا نحو «اضربى» وراعيت أنهم التزموا أن يجيئوا بتون الوقاية قبل ياء المتكلم ـ نحو «ضربنى ونصرنى» تحرزا عن كسر آخر الفعل ؛ لكون ياء المتكلم مفعولا ـ علمت تمام العلم أنهم يعتبرون الفعل والفاعل اعتبار الكلمة الواحدة ؛ فالكسرة التى قبل ياء المخاطبة كأنها وقعت حشوا ، ككسرة اللام فى علم ، وكسرة الراء فى يضرب وفى اضرب ، بخلاف ما قبل ياء المتكلم فإنها لما كانت مفعولا كانت منفصلة حقيقة وحكما ، فناسب أن يفروا من كسر آخر الفعل.