تخافوا ، ولم تخافى» وكذا الباقى من المثل. وإذا أسند إلى الضمير المتحرك حذفت عينه (١) إن كان مما يجب فيه الإعلال ، سواء أكان مرفوعا أم منصوبا أم مجزوما ، تقول : «النّساء يقلن ، ولن يثبن ، ولم يرعن».
حكم إسناد الأمر إلى الضمائر :
الأمر كالمضارع المجزوم : فلو أنه أسند إلى الضمير الساكن رجعت إليه العين التى حذفت منه حال إسناده للضمير المستتر ، تقول : «قولا ، وخافا ، وبيعا وقولوا ، وخافوا ، وبيعوا ، وقولى ، وخافى ، وبيعى» وإذا أسند إلى الضمير المتحرك بقيت العين محذوفة (٢) ، تقول : «قلن ، وخفن ، وبعن» قال الله تعالى (٢٠ ـ ٤٤) : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) وقال (٢ ـ ٨٣) : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) وقال (١٠ ـ ٨٩) : (فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ) وقال (٧٣ ـ ٢٠) : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) وقال (١٧ ـ ٧٨) : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) وقال (٣٣ ـ ٣٢) : (وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) وقال (٤٦ ـ ٣١) : (أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ).
__________________
(١) حذفت العين للتخلص من التقاء الساكنين ، لأن المضارع عند إسناده لنون النسوة يبنى على السكون ، وحرف العلة قبله ساكن أيضا ، والأمر ساكن الآخر فى حالتى تجرده عن الضمائر البارزة واتصاله بنون النسوة ، فلهذا تحذف عينه للعلة نفسها ، فإذا أسند إلى الضمير الساكن تحرك آخره ، فزالت العلة المقتضية للحذف فترجع العين.
(٢) صورة فعل الأمر المسند إلى نون النسوة مثل صورة الفعل الماضى المسند إليها ، ولكنهما يختلفان فى التقدير ، فأصل «قلن» الأمر : «قولن» فالمحذوف واو ، وضمة القاف أصل فى صيغة الأمر ، وأصل «قلن» الماضى : «قالن» فالمحذوف ألف ، وهذه الألف منقلبة عن واو ، وضمة القاف عارضة عند الإسناد ؛ للدلالة على أن المحذوف أصله الواو كما تقدم ، ومثله الباقى.