محققة لنواياه فاغتنم الفرصة كما أنه أطمع رئيس الكتيبة (باش آغا) والرؤساء الآخرين ممن معه ووعدهم بوعود خلابة وكتب إلى ثويني شيخ المنتفق أن يكون معه وقربه إلى ديار المنتفق وكان حمود الثامر رئيسا جديدا لم يحصل على رضا العشائر. لذا مال القوم إلى رئيسهم القديم فمنحه المشيخة وعرض على الوزير أن حمودا لم يقدر أن يقوم بالمشيخة ففوض الرئاسة إلى ثويني.
جاء حمود إلى بغداد. وكانت أعمال هذا المتسلم على خلاف رغبة الوزير فاضطر أن يغمض العين عنه لذا أبدى الوزير موافقته على نصب ثويني شيخا وأرسل له الخلعة. وجلب رئيس الكتيبة وبيارق الخيالة إلى بغداد. لعلمه باتفاق المتسلم مع رئيس الكتيبة. وفي هذه تغافل عنه ولم يقم بأي عمل تشم منه رائحة الارتياب ، فعينه إلى زنگباد مع رعيل الخيالة ولكن مصطفى آغا لا يزال باقيا على نواياه ، ولذا أرسل إلى عثمان باشا بالخبر وبين له أنه لا يزال باقيا على عهده. فجددوا العهد بينهما ووثقوه بالأيمان المغلظة وباشر مصطفى آغا في مهمته وصار لا يلتفت إلى أمر ، أو نهي وكذا قوّى الأواصر القديمة بينه وبين رئيس الكتيبة إسماعيل التكه لي (١) وراسله مجددا فظهرت النوايا. فعزم الوزير على تأديبه والقضاء عليه. ورأى أن غائلته لا تقل عن غائلة الشاوي. ولذا خابر سرّا رئيس قبطانية شط العرب مصطفى آغا آل حجازي أن يغتاله من جهة ، ومن أخرى أرسل محمد بك لاستمالته ونصحه ليوهم أنه مرسل للنصيحة إلا أن محمد بك إثر وروده إلى البصرة أطلعه الآغا على الأمر المتضمن اغتياله ولذا ركب في الحال وذهب إلى المناوي وقتل رئيس القبطانية وأبدى العصيان واتخذ الوسائل لتنفيذ مطلوبه.
__________________
(١) في الدوحة ورد (تكيه لي). وصواب تلفظها (تكه لي) وفي مجموعة خطية ورد (تكلي). والشائع على الألسنة (تكرلي). وآل التكرلي معروفون في بغداد.