وأعماله. فالوزير وجد فيه كفاءة لتمكين سيطرة المماليك إلا أنهم كانوا يرون له معايب تعد سبب قتله. منها أنه لم ينشأ في نعيم وإنما كان من طبقة الدون وأنه كان يستخف بأصحاب المكانة وإذا رأى مواهب من أحد عاداه ولذا صار يقدم الجهال ليبقى محافظا على مكانته ، ولو شاهد أن الوزير لحظ أحدا أو جلب رضاه صار عدوه الأكبر وخصمه الألد وسعى أن يوقع به أما بنسبة خيانة إليه أو اتهام بقضية قاصمة الظهر أو داعية للنفرة منه فيكون سبب إبعاده أو القضاء عليه ... وبعض أعماله تدل على حسن التدبير والاقتصاد في النفقات. فتسامح الوزير في أمره وأغمض عينيه.
وبين صاحب الدوحة أنه حينما أراد الوزير تزويج بنته من علي آغا خازنه لم يتمكن من عذله فأضمر له العداء ، فقام بترتيب اغتيال الوزير مع أنه أكبر منعم عليه فكان ذلك سبب قتله من خازنه علي آغا في ٢ صفر بأمر الوزير وفي عنوان المجد أن ذلك كان في شهر رمضان فحاز الوزير جميع خزائنه وأمواله مما لا يحصيه العد (١).
وفي مرآة الزوراء قص حادث سليمان بك الشاوي وأنه لم يرض أن يكون تحت إمرة المهر دار أحمد آغا نظرا لخساسة نسبه وأصله. ومن الأولى أن لا يقدم أمثاله على أهل الكمال والمعرفة من عريقي النجار ...
وكان أحمد آغا منح منصب كتخدا ثم جعل ميرميران فأحرز رتبة (باشا) لا سيما بعد وفاة سليمان الشاوي. إلا أن القدر كان يضمر له الوقيعة. وذلك أنه بعد أن تعين كتخدا اشتغل في إدارة الأمور واستولى عليها جميعها فترك نومه وراحته وأبدى لوزيره التفادي ، واختار العناء
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٣٦٢. وفي مجموعة خطية أنه قتل في غرة صفر.