وعلمائهم مازجه من بدعتهم شبهة ونزعة جذب إليها شبهة من علماء وعوام ، وهلك بها خاص وعام ، وخاض في بحرها من لا يؤبه له وعام» اه (١) .. وفي عبارته هذه تحامل.
وكذا علمت الحكومة أن الأمير سعودا توجه إلى أنحاء العراق بقصد غزوها ، فاتخذ الوزير الحيطة وأرسل كتخداه علي باشا بعسكر عظيم لجهة الهندية في ٣ صفر فأقام هناك مدة ثم ذهب إلى نهر الشاه فأخبر أن ركبا عظيما جاء إلى جهة شفاثا. فسارع الباشا للأمر وأرسل محمد بك الشاوي وفارس الجرباء والعبيد والبيات والأربليين فبلغوا نحو ألفي محارب فذهبوا إلى ذلك المحل. ولما وصلوا قرب شفاثا علموا أن الركب يبعد عنهم نحو أربع ساعات فأغاروا عليه من مكانهم بسرعة. وعند ما وصلوهم وجدوهم نحو ألف بندقي ورأوهم اتخذوا إبلهم متاريس لهم وتناوخوا مع الجيش إلى وقت الظهر فلم يبدأوا بحرب ولكن الجيش العراقي أثر فيه العطش كثيرا فلم يجد فائدة من هذه (المناوخة) ورجعوا إلى شفاثا ورجع أولئك أيضا إلى مواطنهم. ولم يتعرض الواحد للآخر.
ثم إنه بعد عودة العسكر إلى جانب الكتخدا وجدوا عبد العزيز بك عاد من الحج وبين أن الأمير عبد العزيز لم تكن له رغبة في الصلح بل له نوايا سيئة. أفاد ذلك مفصلا ثم جاء إلى الباشا وبقي عنده بضعة أيام.
أما الباشا فقد جعل رئيس الكتيبة على جميع الخيالة وعلى مقدار من الموصليين وخيالة عقيل لمحافظة الديار وترصد الأخبار وعينه في الهندية ثم عاد بباقي الجيش ودخل بغداد في ٥ جمادى الأولى. وكانت هذه السفرة ثلاثة أشهر ويومين (٢).
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٦١.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢١٦ ومطالع السعود ص ١٦٢.