غارة الوهابية على كربلاء :
وفي هذه الأثناء ورد الخبر من شيخ المنتفق حمود الثامر أن سعود ابن الأمير عبد العزيز توجه إلى هذه الأنحاء بجموع كثيرة العدد والعديد. ولذا وجه الوزير كتخداه علي باشا إلى جهة الهندية ونزل في منزل الدورة مع جمع قليل. وكان في انتظار بعض القبائل لتوافيه. وبينما هم في هذه الحالة إذ فاجأ سعود كربلاء وتمكن من الدخول في المدينة فاغتنم الفرصة دون حيطة من أهل البلدة. فغنم منها أموالا كثيرة وانتهب أمتعة لا تحصى (١).
وفي عنوان المجد لابن بشر الحنبلي :
«إن سعودا سار ـ في سنة ١٢١٦ ه ـ بالجيوش ... من حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين في ذي القعدة فحشد عليها قومه ، تسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين. وأخذوا ما في القبة وما حولها وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر ، ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها نحو ألفي رجل.
ثم إن سعودا ارتحل منها على الماء المعروف بالأبيض فجمع الغنائم وعزل أخماسها وقسم باقيها بين جيشه غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان. ثم ارتحل قافلا إلى وطنه» اه (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢١٧.
(٢) عنوان المجد ج ١ ص ١٢٢.