ومن هناك توجه الكتخدا إلى جهة (شط الحي) فأغار على السعيد من قبائل زبيد فانتهبها. ثم قفل راجعا من طريق العمارة والكوت إلى بغداد فدخلها في ١٠ شهر رمضان. ومدة سفره شهران وستة عشر يوما (١).
بابان :
كان عبد الرحمن باشا مشمولا بألطاف الوزير ولكنه انحرف فظهرت منه بعض الأطوار التي لم ترق كما تبين من حاله وقاله ومن القرائن.
وأيضا تحرك أخوه سليم بك بما يخالف الاستقامة المطلوبة فاغتاظ الوزير عليهما لذلك ألقى الوزير القبض على الباشا الموما إليه وحبسه وعزل أخاه من لواء كوى وحرير ووجهت إيالة بابان إلى محمد بك ابن محمود باشا آل تيمور برتبة (باشا) وخلع عليه وسير لمحل وظيفته.
وكذا جلب سليم بك وعهد بإيالته إلى إبراهيم باشا ونفي سليم بك مع عبد الرحمن باشا إلى الحلة وحبسا فيها (٢).
الطاعون في بغداد :
في ذي القعدة ظهرت آثار الطاعون في بغداد ، فعزم الوزير أن يقضي الربيع في أنحاء الخالص فذهب بأهله وأتباعه وحشمه فنصب خيامه في ميدان السلق. وكان من أمد بعيد معتلا (بوجع المفاصل). وفي هذه الأيام اشتد مرضه أكثر واختلت راحته لكنه مع كل هذا ذهب إلى جهة الخالص فكان مشغولا بنفسه.
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٦٢ ودوحة الوزراء ص ٢١٦.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢١٧ ومطالع السعود ص ١٦٣.