والصدقات ، العدل البر بالرعايا والرؤوف بهم ، الشجيع المهيب ، ذو الهمة والرأي السديد ، الحكم الخبير ، خلاصة كرائم الأخلاق والسجايا ، جامع محاسن الأوصاف والمزايا ... (إلى أن قال) :
إن حادثة وفاته ولدت ضجة أسى وحزن في كافة أنحاء العراق فكانت الفاجعة العظمى ، والمصاب الجلل ... فبكاه الكل وأسفوا لفقده ...» اه (١).
وهو من عتقاء محمد بك الدفتري الربيعي (٢). وأولاده الذكور : سعيد بك وصالح بك وصادق بك. وبناته إحداهن زوجة علي باشا الكتخدا والأخرى زوجة سليم بك تزوجت في حياة الوزير والاثنتان الباقيتان عقد عليهما في حياته إحداهما على داود آغا الخازن والأخرى على نصيف آغا كتخدا البوابين. وبعد وفاته تزوجا بهما.
وهذا الوزير من حين ولي بغداد مكن السلطة وحصرها بالمماليك وأزال التغلب. ولم يدع مجالا لتحكم إيران في العراق. وكان لأدنى سبب أو لمجرد تمكين السلطة للمماليك يسفك الدماء (٣).
كان يؤدي للدولة ألف كيس (٤) من النقود سنويا عدا الهدايا. ومع هذا كانت خزانة العراق مترعة من الذهب والفضة وأنواع الأمتعة والتحف والنوادر. وفي هذا العهد استولى على الدولة الضعف والفتور في أعمالها ، وصار التغلب بالغا حده. سيطر الينگچرية على المملكة
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢١٩ ومثله في مطالع السعود ١٦٦.
(٢) مرآة الزوراء. ورأيت إعلاما لدى المرحوم مدحت الربيعي من شهوده الأستاذ أبو الثناء الآلوسي أثبت فيه آل الربيعي أن سليمان باشا من معتقيهم ، وأن داود باشا من معتقي سليمان باشا فأثبتوا أنهم موالي عتاقته.
(٣) تاريخ الكولات ص ٢١.
(٤) قال الأستاذ سليمان فائق. إن الكيس المذكور يساوي عشرة أكياس بالنظر لأيامه.