سمع الوزير بذلك فعزم على تأديب هذه العشيرة فتوجه إليها بنفسه ومعه قوة عظيمة. وفي ٦ رجب نهض من بغداد ووصل إلى ناحية دجيل. وحينئذ علمت بوصوله فقامت من مواطنها وعبرت إلى الشامية. وحينئذ حول عزمه إلى جهة الفلوجة.
وفي مجموعة مخطوطة عندي جاء أن (العبيد) كانت تقطن قصبة البصيرة ولها مخابرات مع الوهابية ، فعاثت بالأمن. وأن والي الموصل محمد باشا أراد التنكيل بها وبمن معها من عشائر الجبور والعقيدات والبقارة إلا أن هذه العشائر مالت إلى الدخالة ، واستولى على العبيد الرعب فتركوا أغنامهم وإبلهم ومضوا إلى الجنب الآخر من الفرات ، وأن القصبة المذكورة أذعن علماؤها وكبارها بالطاعة ، فاقتضى نصب شيخ على هؤلاء وهو شيخ الخرنينة (علي الفضلي) فنصب وكانت الدير وعانة بيد الأغيار فلم يستطع أن يصل إليها أحد. فاستولى والي الموصل عليها.
وفي هذه الأثناء جاء (عبد الله العظم) إلى الوزير فاستشفع به لدى السلطان وكان غضب عليه ، ولذا راعى الوزير جانبه وأبدى له الاحترام اللائق وتعهد أن يستشفع له. وحينئذ عبر جسر الفلوجة وضرب خيامه في الجانب الآخر ومكث بضعة أيام ، ثم حدثت في بغداد بعض الغوائل وولد بعض المتنفذين مثل ملا خليل وأعوانه الشغب فأحدثوا اضطرابا فلما اطلع القائممقام درويش آغا اهتم للأمر ولم يمكّن أحدا من ايقاع أي خلل وألقى القبض على قسم منهم وعرض الأمر على الوزير فكتب إليه أن اقتل من يستحق وبعّد الآخرين عن ديارهم. وحينئذ قتل الملا خليل وأعوانه مثل موسى البيرقدار ، والحاج خليل البيرقدار ، والحاج حسين هبّة ، وخلف البقال ، وجواد بن حمزة ونفى آخرين.
مكث الوزير بضعة أيام في أنحاء الفلوجة ثم عاد إلى بغداد ورحل