تقريبا؟؟ اذكروا موتاكم بالخير!» ه (١).
نراه لاحظ الأشخاص ولم ينظر إلى ضعف الدولة وأنها وجدت نفسها مضطرة للقبول فعلم لما كتبه محمد باشا. وكل الإدارة كانت عيونا له فكتب هو أيضا مبديا صدقه وإخلاصه ، وأورد أدلة تدحض أقوال محمد باشا وتبرىء ساحته مما عزي إليه. وجاء مصطفى بك مصدقا لما نطق به. وهذا اختبر الحالة وشاهدها عيانا. وعرف أن لا فائدة في القراع ، فإن عواقبه وخيمة ؛ والظاهر أن مهمته أفرغت في هذا القالب.
ربح سليمان باشا المعركة في الحلة وطوّق بغداد حتى جاء إلى الكاظمية ، فوصل إلى (الشريعة البيضاء) وتبعد عن بغداد نحو ساعتين. ومن ثم كتب إلى الدولة بما جرى وأبدى أنه صادق مخلص وألح في الطلب ووعد بالقيام بما يطلب منه. وبهذا لم تر الدولة بدّا من الإذعان قسرا وتوجيه الوضع توجيها ظاهريا.
وفرمان إيالته على بغداد يتضمن :
«أنت والي البصرة سابقا سليمان باشا حدث بينك وبين والي بغداد وزيري محمد باشا من البرودة والاغبرار ما لا داعي لوقوعه وزال حسن التفاهم بينكما فتدخل قرناء السوء ، فوجدوا فرجة فخدشوا ذهنه فورد إليّ تحرير منه بذلك دعا لإصدار أوامري العلية ... إلا أنني لم أر منك لحدّ الآن من الأطوار سوى اظهار العبودية وإبراز الصداقة فتجلت لي كما أن طبعي المبارك المقرون بالصفاء والالهام الجلي حينما راجعته لم تظهر لي في مرآة حالك سوى الصدق والاخلاص. لذا إن سريرتي أبدت من صميمها حسن الظن بك. وللاطلاع على الحقيقة نوقشت المادة سرا
__________________
(١) تاريخ الكولات ص ١٠.