وعلنا فاستطلع عن أحوالك من الواقفين وعن مزاجك ومشربك من العارفين الثقات وأهل الصدق عن كافة أوضاعك فأبدى الكل صدق كلامك وعرف اخلاصك مما أبدوه عنك ... وفضلا عن هذا وافت قديما منك عدة تحارير كنت نظرتها وإن مفاهيمها انتقشت تماما في ذهني الصافي فأكدت خلوص هويتك وصدق عبوديتك فكانت مضامين تحريراتك مطابقة لما فاه به الثقات وكلها وافقت ما في أعماق قلبي. وما قيل عنك من الأقوال جزمت بأنها جميعها لا أصل لها وتيقنت بأنها خلاف الواقع. وما توجه نحوك من غضب تحول إلى ألطاف وعنايات استوجبت حسن المكافأة. ومن مكارمي التي لا حدّ لها لحسن مكافأتك أن أبقيت الوزارة والطوغ واللواء كما كانت وأنعمت عليك مجددا بإيالة بغداد وبذلك أصدرت خطّي الهمايوني المقرون بالمواهب وسيّر مع الآغا الميراخور لطرفك ووجهت إيالة روم إيلي لسلفك الوزير محمد باشا ايضا دفعا للمخاصمة وأرسلت في الحال المباشر إليها قبل ورودك. فبوصول خطّي الهمايوني المقرون بالشوكة عليك أن تنهض بكافة أهل دائرتك ومن معك من اللوندات وسواد جماعتك وتذهب إلى بغداد وتضبط المدينة وتحافظ عليها وأن تحمي أفرادها وسكانها فتعاشر الجميع بالحسنى وتبادر لإجراء الأحكام المنيفة التي ترد إليك وأن تراعي شروط الصلح مع الدولة الايرانية وتعتني بها بزيادة فتؤيد حسن ظني فيك أكثر فتصرف جهدك لتنال دعائي الخيري وتعيد إليّ ميراخوري» انتهى (١).
أبقيت له وزارة البصرة ، ووجهت إليه إيالة بغداد (٢) وجاء مصطفى
__________________
(١) تاريخ أحمد واصف ج ١ ص ١٣٧. وفي تاريخ نشاطي تفصيل ذكر فيه العشائر التي أعانت الدولة مثل شمر والعبيد والعزة وبني لام فلم ينقذوا الموقف.
(٢) تاريخ نشاطي ودوحة الوزراء ص ١٢٤.