وعين مكانه ابن أخته سليمان بك وكيل الكهية وعزل الكهية ، ووجه إيالة بابان إلى خالد بك ابن أحمد باشا وكان أرسل قبل شهر مأمورا إلى جهة العمادية لمعاونة قباد باشا وأن يكون قوة ظهره. ومنحه الوزير رتبة باشا ووجه ألوية كوى وحرير إلى سليمان بك ابن إبراهيم باشا برتبة باشا وألبس الخلعة من بغداد وأرسلت إلى خالد باشا خلعة ليلبسها في المحل الذي هو فيه وصدر أمر العزل بحق عبد الرحمن باشا وأعطي إلى رسوله. وأمر الوزير بما يلزم للسفر وأن يقضي على هذه الغوائل.
رأى الوزير أنه لا يأتلف بقاء خالد الكهية والحاج عبد الله آغا محبوسين حذر أن يتولد ما لا تحمد عقباه ، ولذا قتل خالدا الكهية (١) في الحال وأمر بنفي الحاج عبد الله آغا. وحينئذ نهض في ٥ شهر ربيع الأول للانتقام من عبد الرحمن باشا وساق الكتائب متوجها إلى ديار الكرد.
وفي هذا الحين قدم عبد الرحمن باشا عرضا يلتمس فيه العفو والرأفة به وتوالت العرائض منه ولكنه لم يعدل عن غيه ، وأنه لا يزال جادا في عمله. جلب لجهته ضامن المحمد شيخ العبيد ، وحمد الحسين شيخ الغرير وبقوا في كركوك بضعة أيام لا سيما أنه نصب خيامه في (قره حسن) ، وأرسل أخاه سليمان بك بنحو خمسمائة فارس فدمروا (زهاو) مقر متصرفية درنة وباجلان فهرب منها حاكمها عبد الفتاح باشا. ثم إن خالد باشا عبر إلى الجانب الآخر من الزاب فوصلت إليه الخلعة مع الأمر المتضمن التوجيه ومن ثم عاد إلى إربل ، وصار يترقب ورود الوزير فجمع جموعا من الإربليين والموصليين فأغتر بهم وجاء إلى قنطرة الذهب.
__________________
(١) شعراء بغداد وكتابها ص ٢٧ وفيه تفصيل. وفي ص ٤٥ الكلام على عبد الله آغا.