وعلى هذا جهز عبد الرحمن باشا أكثر من ثلاثة آلاف فأغار على خالد باشا بوجه السرعة قبل أن تصله القوة ، ولما قرب من القنطرة صادف خالد باشا ومعه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة من خيالته فخرجوا عليهم من القنطرة وتأهبوا لمكافحتهم فنصب خيامه خارج القنطرة واتخذ المتاريس فلم يمهلهم عبد الرحمن باشا وإنما هاجمهم بكافة جموعه فقابله خالد باشا مدة قليلة فرأى أنه لا يستطيع الدوام على محاربته نظرا لقلة عسكره وضعفهم فانكسر جيشه ورموا بأنفسهم في الماء ، فلم يجدوا نجاة بل غرق أكثرهم ، وانتهبوا ما لديهم من أموال وغنائم. وأن خالد باشا نجا بنفسه مع بعض أعوانه بشق الأنفس فانهزم إلى إربل موليا الأدبار ، وأما أخوه عبد العزيز بك فإنه خرق جيش عبد الرحمن باشا بنحو مائة فارس وذهب توا إلى علي باشا وأخبره بما وقع.
هذا وأن عبد الرحمن باشا هاجمت جيوشه بلدة آلتون كوپري وانتهب أهليها ثم عاد رأسا إلى (قره حسن) وأقام فيها. وأن عبد العزيز بك ذهب بتلك الحالة من طوز خورماتي إلى ناحية البيات فوصل إلى علي باشا ، ولذا سارع الوزير لملاقاة عبد الرحمن باشا ومقارعته فتوجه إلى جهة كركوك ولكن عبد الرحمن باشا لم يعتقد أن الوزير سيتوجه إليه ولم يعلم بمجيئه نحوه.
وبينما هو في حالة الدفاع إذ فاجأه الوزير بغتة فلم يقدر على البقاء فعاد إلى الوراء وحاصر في مضيق (بازيان). وأن شيوخ العبيد وشيوخ الغرير كانوا معه ففروا منه والتمسوا النجاة ، مالوا إلى أنحاء سنجار ومنها إلى الخابور ثم عبروا إلى الشامية.
ولما أن علم الوزير بذلك وجه شمر ورئيسها فارس الجرباء لاقتفاء أثرهم وكذا قبيلة عقيل ليقطعوا مرورهم ويمنعوهم من العبور إلى جهة