الشامية. وأخذ الوزير معه أمراء الكروية (١) وعساكر إربل لاستئصال المذكورين والقضاء عليهم ، ومن الغريب أنهم حينما حاولوا العبور باغتتهم القبائل وأحاطت بهم من كل صوب فقتلوا كثيرا بينهم ضامن المحمد شيخ العبيد وغنموا منهم غنائم كثيرة فجاءت البشرى إلى الوزير وهو آنئذ في كركوك.
وأن خالد باشا جمع له جموعا أخرى قدر المستطاع ووصل إلى كركوك فتحركوا جميعا منها وضربوا خيامهم في الجانب الآخر من وادي (قزل دره) ويبعد نحو نصف ساعة عن المضيق ، أما عبد الرحمن باشا فإنه أحكم سد المضيق.
وصار يفكر الوزير في طريق يسهل الذهاب إليه فبقي نحو أربعة أيام ، وفي هذه الأثناء كتب عبد الرحمن باشا إلى الشاه يستمده ويطلب منه إنقاذه ، ولذا التمس شاه إيران من الوزير أن يشفعه فيه في العفو عنه فجاء سفيره بكتاب منه.
أما الوزير فألزمه الحجة بوجه معقول. وفي ضحى اليوم الخامس صف الجنود ونظم الكتائب وشرع بالحرب فهاجم المضيق وكان محكما. اتخذ فيه عبد الرحمن باشا سناكر (٢) متعددة ووضع في كل واحد منها مقدار ألف بندقي من خيار جنوده ، وإخوته سليم بك وسليمان بك وخالد بك وسائر مشاهير رجاله جعلهم خارج المضيق وبقي هو مددا لهم وقت الضرورة ، وحينئذ صالت جيوش الوزير فنال جيش عبد الرحمن باشا اضطراب فانكسر البندقيون والخيالة. فروا إلى داخل المضيق فقتل منهم الكثير ، وألقي القبض على آخرين منهم. وانتهب
__________________
(١) الكروية من قبائل قيس.
(٢) يلفظ صنكر وجمعه صناكر وهو محل يتخذ للحصار ومعروف في العامية. ويقال له مفتول أيضا.