الجيش جماعته وغنم أموالهم. وكانت الخسائر في النفوس فادحة والغنائم وافرة.
وعلى هذا كسا الوزير كلّا من خالد باشا وسليمان باشا خلعة مجددا ورخصهما في الذهاب إلى مقر حكومتهما.
ثم إن الوزير أراد أن يقضي على البقية الباقية من قبيلة العبيد فتحرك نحو الخابور وساق عليهم كتائبه. ولما وصل إلى قرية (أزناور) في سفح جبل (اشتبه) نكل بخلف آغا وأولاده الذين كانوا ألفوا نهب القوافل وقطع الطرق فأخذ منهم مؤونة عظيمة ومبالغ وافرة من النقود فأذعنوا له بالطاعة ثم توجه نحو الخابور فسمع العبيد بذلك فعبروا نهر الفرات بأنواع الكلفة والعناء وتركوا زروعهم فحل الجيش محلهم ورتعت خيوله فيها إلى أن أتلفها ، مكث بضعة أيام ثم عاد إلى بغداد فدخلها في ٤ رجب. ودامت هذه السفرة أربعة أشهر وعشرين يوما.
سليمان بك يوجه إليه منصب كهية :
ولما دخل بغداد أنعم على سليمان بك بمنصب كهية اصالة وألبسه الخلعة لما رأى فيه من المقدرة والكفاءة (١).
الوهابيون ـ غارتهم :
إن الوهابيين صاروا يشنون الغارات على أنحاء العراق ، وشاع في هذه الأيام إرسالهم السرايا على العراق ، ولا تزال ركبانهم تترى ، فتأهب الوزير فخرج بنفسه من بغداد في غرة شهر رمضان وجاء إلى الحلة فنزل الوردية ، وبث العيون لاستطلاع الأخبار (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٢٨.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٣٢.