يريدها من بغداد مع هدايا كثيرة ، وأن هذا السفير إن أعيد خاليا فسوف تضبط ديار الكرد قسرا بواسطة أمير سنة وعبد الرحمن باشا ، ولم يكتف حينئذ بهذا بل سوف يهدد بغداد فتكون عرضة للأخطار ، وقال أخبره بذلك أحد أقاربه.
إن الاعتقاد بصحة أمثال هذه الأقوال ليس بصواب ولكن تحقيقه ضروري ، وعندئذ يتوسل بالوسائل اللازمة لدرء الأخطار. وهذا مما يحتاج إلى استطلاع رأي الدولة ولكن الوزير غضب لمعاملة إيران هذه. لذا أصدر أمره حالا بالتأهب للحرب دون أن ينظر في العواقب ، وما ينجم من أخطار ، فلم يستأذن من دولته ، وهذا منتهى الطيش»
توتر العلاقات بين العراق وإيران :
وفي الحال كان رئيس الكتيبة محمد أمين آغا حاضرا فأرسله مع رعيلات الخيالة لإمداد خالد باشا متصرف بابان ، وبعد أيام أكمل أسباب السفر وجمع قوته ونهض من بغداد في ٧ ربيع الآخر ومعه اثنا عشر ألفا من الجنود العراقية الخالصة بين خيالة ومشاة (١)
قال صاحب غرائب الأثر :
«خرج من بغداد الوزير علي باشا بالعساكر وسبب خروجه أن الشاه أرسل إليه يطلب حكم السليمانية إلى عبد الرحمن باشا فامتنع وأصر على القتال فخرج من بغداد في أوائل جمادى الأولى وجمع معه العشائر وطلب من الموصل عسكرا فأرسل إليه محمد باشا الجليلي خمسمائة مقاتل وعليهم كاتب ديوانه أحمد بن بكر الموصلي ولما اجتمعت العساكر سار ...» اه (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٣٣.
(٢) غرائب الأثر ص ٦٨.