أحاطت بالكتخدا الجيوش من كل صوب. فألقي القبض عليه وعلى من معه فأسر وأرسل إلى الشاه في طهران.
وصل خبر هذه الواقعة إلى الوزير وهو في شروانة ، وفي عين الوقت جاء خبرها إلى محمد علي ميرزا وكانت مهمته أن يحافظ على الحدود ولكن الميرزا مشى من زهاو بلا سبب وجاءت طلائعه إلى قزلرباط وأغارت على بعض الرعايا فانتهبها واتخذ ذلك فرصة ، وحينئذ تحول الوزير من شروانة إلى كفرى وعاد الإيرانيون إلى مواطنهم الأولى وأن الوزير لمجرد تطمين السكان وإزالة الخوف عن الرعايا بقي أياما.
وفي هذه الأثناء أظهر عبد الرحمن باشا الطاعة وطلب أن يجاب ملتمسه فجاء رسول منه بذلك. وحينئذ وجه الوزير إليه البيورلدي والخلعة فجاء إلى بغداد في سلخ رجب. ومدة هذا السفر ثلاثة أشهر وثلاثة وعشرون يوما (١).
وأما صاحب المطالع فإنه قال :
«ولما وصل خبر أسره الوزير خاله ، ساءه ما دهمه وغير حاله ، فرجع القهقرى إلى أن نزل بعسكره في مأمن ، وفي ذلك المأمن نزل عليه حمود بن ثامر وصار نزوله على الوزير نعمة اقتضت من الوزير إكرامه وتعظيمه ، كيف وقد ورد عليه إبان هزيمته ولين شكيمته ، وبسالة فرسانه كالعدم ، ورجالته تقول أفلح من انهزم.
ولما سكن بورود حمود اضطرابه ... أقام في ذلك المكان ... إلى أن صلح بسعي السفراء بين الفرقتين والتئام شمل ذات البين فدخل بغداد ... فأفاض على حمود كل نعمة ... فرجع شاكرا أنعامه ...» اه (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٣٧.
(٢) مطالع السعود ص ١٧٨ و ٣٠١. بتلخيص.