لديه فوجد عنده أمرا من يوسف ضيا باشا يتضمن متسلميته وعلى هذا وقفه ومنع أن يتصل بأحد.
ومن ثم قام سليمان باشا بأعمال عدائية ، وتأهب للعصيان فيما إذا أصرت الدولة. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى بذل لها الأموال ، وأبدى الإخلاص ، وتعهد في المحضر الأخير أنه يؤدي مخلفات سليمان باشا واستعمل اللهجة اللائقة في محضره ، وطلب أن توجه إليه إيالة بغداد وسائر ما يلحق بها من البصرة وشهرزور» اه (١).
وفي غرائب الأثر أبدى أعماله العدائية للدولة وبذلك كله انجلى ما أبداه صاحب الدوحة من تعمية عن حقيقة الواقعة مما مر به سريعا وبإيجاز.
لم تر الدولة بدّا من قبول ما عرض ، رأت الجيوش في إيالة ماردين ، وأن المتسلم قبض عليه ، والأموال بذلت ، ومع هذا أبدى الوزير الخضوع وأظهر الطاعة ، فلم تر الدولة مبررا يدعو لرفض الملتمس فقبلت ذلك خصوصا بعد ورود المحضر والعرض الأخيرين لما في لهجتهما ما يستدعي القبول بخلاف الأولين فقد كانا شديدي اللهجة ومما لا يرضى التفوه بهما.
لذلك كله وجهت الإيالات وقبلت المعذرة حسب التعهدات المارة وجاء المنشور فأجريت المراسيم المعتادة ... وصلت صورة المنشور في منتصف شوال سنة ١٢٢٢ ه وفي ذي الحجة قدم إلى بغداد سلاحشور السلطان ومعه أصل المنشور والخلعة فتلقاهما بفرح وزال عن بغداد الهمّ وضربت طبول البشائر (٢).
__________________
(١) تاريخ الكولات ص ١٣.
(٢) دوحة الوزراء ص ٣٤٠ وفيها أن التوجيه جرى في ٤ المحرم.