عبد الرحمن باشا متصرف بابان :
أذعن للوزير بالطاعة جميع الأنحاء والعشائر إلا متصرف بابان. وظهرت منه بعض الأوضاع التي لم يصبر الوزير على تحملها. فجمع ما لديه من جيوش وجماعات فسار عليه في ٣ ربيع الآخر. وحط رحاله في محل يبعد نصف ساعة عن مضيق بازيان.
أما عبد الرحمن باشا فقد استعد للقراع وسدّ المضيق ببناء محكم جدا وأعد نحو أربعة أو خمسة آلاف من الجند المشاة والفرسان وبدأ الخصام ، فصار الوزير يلتمس طريقا آخر أو ممرا من يمين المضيق أو يساره. وذلك لمدة يوم أو يومين ، فعثر على ممر في يمين المضيق صالح لمرور المشاة. وفي ليلته جهز (أو جقلية) كركوك وبندقيين من إربل وبعض الكرد من المشاة جعلهم مع محمد بك آل خالد باشا وبقيادة محمد بك الآخر كهية الوزير. وأمرهم أن يجتازوا من الممر المذكور ويحتلوه.
وأن سليمان باشا متصرف كوى ورد إلى مضيق خطيبان فأمر بالذهاب إلى الجهة اليسرى من مضيق بازيان.
صعد هؤلاء الجبال ليلا فصاروا في أعلاها فعرف ذلك عند الصباح ، وأن الوزير هاجم أيضا من جهة نفس المضيق فكان عبد الرحمن باشا قد حوصر من فوق ومن أسفل ، فلم يستقر له قرار وتزلزلت منه الأقدام واضطرب جمعه فولى الأدبار. وأن خالد باشا وسليمان باشا تعقبوه وساروا في أثره إلى قزلجة المحادة لإيران وأن أكثر أتباعه مالوا إلى جهة خالد باشا.
وبعد بضعة أيام عاد الموما إليهما إلى فيلق الوزير رابحين المعركة. ومن ثم وجه الوزير لواء بابان إلى سليمان باشا وعهد بلواء كوى إلى محمد بك آل خالد باشا وكان وعده الوزير بمتصرفيته ، وكساهما الخلع وسيرهما إلى مواطن حكمهم.