بغداد وجمع له نحو خمسمائة أو ستمائة خيال وتحرك من كركوك. ولما وصل إلى ما بين كفرى وقره تپه أمال عنان خيله إلى ناحية زهاو (زهاب) فالتحق بعبد الرحمن باشا في محل يقال له مريوان (مهربان) فورد خبر ذلك إلى الوزير وحينئذ لم ير بدّا من توجيه لواء بابان إلى عبد الرحمن باشا وأرسل إليه خلعة وعزل سليمان باشا وجلبه إلى بغداد فخصص له ولإدارته مندلي وخانقين وعلي آباد (علياوة) المقاطعات المعروفة (١).
إيالة الموصل :
إن أحمد بن بكر الموصلي كان آباؤه وأجداده لدى ولاة الموصل بأنواع الوظائف ومنهم رؤساء الديوان والكهيات ، ويتولون المناصب حسب مقدرة كل منهم ويعيشون برفاه وسعة عيش ، ولهم المكانة المعتبرة (٢).
وفي غرائب الأثر :
«في ٢٠ المحرم ـ سنة ١٢٢٤ ه ـ ولي مدينة الموصل أحمد باشا ... سعى له بالحكم والي بغداد لبغضه لآل عبد الجليل ... كان جدّ أحمد باشا يونس فقير الحال وله أدب وحسن خط فاستخدمه بعض أتباع الوزير الحاج حسين باشا الجليلي ، ثم تقدم وخدم ولده أمين باشا ، ونال لديه مكانة لحسن سيرته وفرط أدبه حتى جعله كاتب ديوان الإنشاء وسافر معه إلى الجهاد ، ولما خرج أمين باشا من الأسر جعله كتخداه فكان محمود السيرة إلى أن توفي أمين باشا وكان ولده الوزير سليمان باشا قد جعل كاتب ديوان إنشائه بكر بن يونس وحظي عنده وكثرت دولتهم ونمت نعمتهم وعزت كلمتهم. ولم يزل بكر متصلا بخدمة مواليه
__________________
(١) دوحة الوزراء ٢٤٣.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٤٤ وتذكرة الشعراء وفيها ترجمة أحمد باشا ص ٢٢.