ولا يبدي ما عنده من نكرة ومعرفة ... أشفق من فوات مرامه وانحلال مغار ابرامه فبادر وخرج من بغداد ... ولم يقم بأمر ما فيها ولا تمكن أحد أن يعرف نواياه حتى الوزير فصرف ذلك إلى المطالبة بما جاء من أجله ظاهرا (١) ...
سوى أنه صرح بأن الوزير إذا لم يجر أمر السلطان فسوف يندم ، ولذا بين الوزير أنه تكلف آلافا من الخدمات المطلوبة وتعهد بمقادير جزئية واعتذر لحكومته بأعذار باردة وكتب لها بذلك وأعاد الرئيس بإكرام قليل وأرجعه إلى حكومته (٢) ... إذ لم ير سامعا لأقواله ولم يجد لها تأثيرا فقفل راجعا خصوصا أنه لم يجد مجالا لبث فكرة وقد التف حوله رجال الوزير فلم يأمن من أحد ...
أراد حالت التدخل في أمور المال فلم يتيسر له لقوة الوزير ولعدم تمكينه كما أنه لم يبح لأحد بالسلطة المخولة له إذا لم يجد التربة صالحة (٣) ...
عصيان سليم آغا متسلم البصرة :
ظهر للوزير أن سليم آغا راسل الدولة طالبا منها أن توجه إيالة بغداد وشهرزور والبصرة إليه ، فكتب إلى حمود بن ثامر شيخ المنتفق أن يخرج سليما من البصرة فتكاسل حمود وأبدى تهاونا ليتبين له الحال لأن سليم آغا أفهمه أن الرئيس حالت أقبل من الدولة بعزل سليمان باشا وتوجيه الإيالة إليه (٤).
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٩١.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٤٧.
(٣) نتائج الوقوعات ج ٤ ص ٨٠.
(٤) دوحة الوزراء ص ٢٤٨.