وفي ٢٩ منه الأربعاء وردوا ناحية سلمان پاك (رض) وأن الوزير ذهب إلى هناك ، وفي غرة صفر الجمعة ساروا ويوم السبت نزلوا الميدان الجديد بخيامهم ، وفي المساء دخلوا بغداد (١).
حوادث البصرة
وكان الوزير سليمان باشا نهض من البصرة إلى أنحاء الحسكة. وفي هذه الأثناء كانت المنازعة مع محمد باشا وهذا الباشا كتب إلى قبودان باشا ، وإلى منيخر أن يضبطوا البصرة ، وبموجب أمر محمد باشا اتفق منيخر مع القبطان (القبودان) عند ما كان الوزير في الحسكة فأراد رئيس العرفاء علي آغا أن يعود بمبلغ أربعين ألف قرش من البصرة علوفة للوندات إلا أن القبودان ضبط هذه المبالغ ، وفي شهر رجب ذهب حسين آغا متسلما إلى البصرة فألقى منيخر القبض عليه وحبسه ، فذهب الأغوات إلى منيخر ، وأعطوه مقدارا من الدراهم فأطلق حسين آغا ، فصار قائممقاما في البصرة ، ثم توفي.
وفي ٤ شعبان جاء خبر الانتصار ، فدخل الشيخ موص البصرة ، فصار أحمد أفندي قائممقاما بأمر من الوزير. وفي شهر رمضان سلط القبطان الأهلين على دار الحكومة (السراي) ، وعلى بيوت الموظفين لينهبوا ما وجدوا ، وصار الناس يهاجمون بالبنادق والطبنجات من أول الليل إلى الصبح ، ولا تخلو الوضعية من المقاتلة فنهبت بيوت الكثيرين بالقوة ، وأن أحمد أفندي اتفق مع أعيان البلدة فكانوا يحافظون السراي. وفي ٢ ذي القعدة يوم الأربعاء أرسل محمد باشا فرمانا بتعيين القبطان متسلما على البصرة ، فوصل خبر ذلك ، فتابعه بعض الأعيان ، وبواسطة نحو أربعة آلاف أو خمسة آلاف هاجموا الكتخدا وهذا بمن معه من
__________________
(١) كذا.