علي بك الخاصكي فأجريت المراسيم والاحتفال المعتاد.
ثم إن عبد الفتاح باشا عزله عبد الرحمن باشا فالتجأ هو وابنه عبد العزيز بك وتوابعهما إلى إيران مضوا إلى كرمانشاه إلى محمد علي ميرزا. وهذا كتب إلى عبد الله باشا يرجو منه أن يعيد عبد الفتاح إلى محله. وكان عبد الرحمن باشا آنئذ في بغداد فاعتذر الوزير فلم يشأ أن يخالف عبد الرحمن باشا ...
وبعد ذهاب عبد الرحمن أعاد الميرزا الرجاء وألح في الطلب وحينئذ كتب الوزير إلى عبد الرحمن باشا فلم يصغ وكتب الميرزا مرة أخرى فأبدى عبد الرحمن باشا اصرارا.
وكذا أمره الوزير بمطالب أخرى فلم يصغ. لهذا كله انقلب الحب بينهما إلى بغض إذ تحقق الوزير أنه مبتن على أطماع ، ولم تمض مدة حتى تولدت البرودة وانقلبت إلى كدورة فصار كل ما يأمر به الوزير لا يصغي إليه ، وكل ما أراد تمشيته عرقله بخلاف مطالب عبد الرحمن باشا فإنها كانت تروج.
هذا ما دعا أن يتغير عليه عبد الله باشا تغيرا تاما. ولذا عزل آغا الينگچرية قاسم آغا ونصب السيد علي آغا قبطان شط العرب سابقا آغا بغداد (١).
وبعد أيام عزل الكتخدا الحاج عبد الله بك ونصب وكيلا مكانه الحاج محمد سعيد الدفتري السابق. وبعد شهر نصب طاهر آغا الخازن كتخدا مستقلا.
فكانت هذه التبدلات في الإدارة تشعر بما يضمر لعبد الرحمن باشا.
__________________
(١) آغا بغداد ، أو الآغا ، هو آغا الينگچرية ، أو رئيس الينگچرية.