عزل عبد الرحمن باشا :
أصر محمد علي ميرزا أن يمكّن عبد الفتاح باشا في زهاو ولذا أصر عبد الرحمن باشا على أن لا يلتفت إلى أوامر الوزير ولا إلى محمد علي ميرزا ... حتى أنه لم يكتف بذلك بل تسلط على بعض الأماكن من سنة مما يجاور شهرزور.
وحينئذ عزم الطرفان على تأديب عبد الرحمن باشا. فوافق الوزير أن يكون بدله خالد باشا الموجود في زهاو. وساق عليه محمد علي ميرزا نحو ستين ألف مقاتل وعلى هذا تأهب عبد الرحمن من السليمانية لمقابلته بعد أن جعل ابنه سليمان بك إلى جهة الوزير. وظن أن قوته مع قوة خالد باشا كافية لصد الإيرانيين. ثم تبين لعبد الرحمن باشا ولم يدر بالاتفاق عليه وأن تكون ديار الكرد لخالد باشا ولما وصل الميرزا إلى محل قريب من زهاو سارع خالد باشا لاستقباله بناء على ايعاز من الوزير وتابعه بعسكره فحينما سمع عبد الرحمن باشا بذلك خاب أمله ولم تبق له قدرة فعاد من المحل الذي هو فيه بأتباعه وأسرته إلى لواء كوى وهناك أعد للحصار عدته وأحكم المواطن وتأهب للنضال.
ولما جاء خبر ذلك إلى بغداد وجهت إيالة بابان وكوى وحرير إلى خالد باشا وأرسلت إليه الخلعة مع الأمر (البيورادي) بصحبة أحد الآغوات أحمد جلبي ، وأن محمد علي ميرزا ذهب إلى كوى لمحاصرة عبد الرحمن باشا. ففهم الوزير أن الميرزا سوف يؤثر على الأهلين تأثيرا سيئا فيما إذا استولى على عبد الرحمن باشا كما أنه خاف منه على ديار الكرد لا سيما كركوك والأماكن الأخرى. لذا ندم على ما فعل فأوعز إلى العشائر هناك لمناصرة عبد الرحمن باشا بحيث لا يدع مجالا لإيران في التوغل ...! ومن ثم اطلع الميرزا على نوايا الوزير وخشي أن يقع ما لا يحمد ...