وهو عارف كامل وعالم فاضل وله وقار وهيبة ، كان جسورا ، لا يلحقه أحد في الجود والكرم» اه (١).
وزارة سعيد باشا
أيامه إلى حين وزارته :
هو ابن سليمان باشا الكبير. ولد سنة ١٢٠٥ ه وعمره حين وفاة والده (١٢ عاما). ولم يكلفه بعمل ما نظرا لصغر سنه. ومن وفاة والده إلى أيام عبد الله باشا اختار الراحة في داره ، وإن الوزراء بناء على أنه ابن الوزير لم يقربوه لمناصب الحكومة ، ولم يطمح هو إليها.
وبعد وفاة سليمان باشا القتيل تولى القائممقامية بترغيب من فيض الله الكهية لمدة يوم أو يومين ثم نفض يده منها وقعد في بيته كالأول. ولم يخطر بباله تعهد رئاسة ، أو رغبة في الحكومة. ولكن بعد ميل الأهلين واختيارهم له مع فيض الله توجهت الأنظار إليه فصار محل التهمة ومظنة الرغبة في الرئاسة. لذا شاهد من عبد الله باشا سوء قصد نحوه. ولمجرد انقاذ حياته وخلاصه من هذه الورطة خرج من بغداد وفر إلى المنتفق ...
لذا قام عبد الله باشا وجهز جيشا على المنتفق فوقع ما وقع. فالتحقت الجيوش بسعيد بك ومالت نحوه فتابعه الكل فقبل الرئاسة ضرورة نزولا عند رغبة هؤلاء وصار يناضل جهده فبقي هناك إلى نهاية صفر ثم تحرك في أوائل ربيع الأول سنة ١٢٢٨ ه وتوجه نحو بغداد بصحبة حمود الثامر. وكان في بغداد آغا الينگچرية السيد عليوي وهو معروف بالتحريكات لا يهدأ له أمر ولكن القائممقام درويش محمد آغا كان صاحب تدبير ، لذا دبره مدة وطمأنه.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٥٨ ومطالع السعود ص ١٥٢.