طوز خورماتو نحو عشرة أيام في خلالها قام ببعض الأعمال ، فوجه لواء درنة وباجلان إلى سليمان باشا فذهب إلى منصبه الجديد.
ونهض من هناك فوصل إلى الجديدة. وحينئذ أرسل نسخ الفرامين وبعض الأوامر إلى بعض أعيان بغداد واتخذ الوسائل لاستمالة الأهلين. والعثمانيون ملوا من سعيد باشا فأبدوا ذلك بتحرير ورد منهم إلى الوزير إلا أن سعيد باشا اكتسب قوة بعبد الله باشا وحمود الثامر.
ثم علم هؤلاء بعزل سعيد باشا حينما تقرب داود من بغداد فانتبهوا من غفلتهم وكذا الصنوف العسكرية واللوند وعقيل والقليقلية (أهل القلنسوات) وسائر الزمر فمن كانت له شهرية تقاضاها في حينها بقصد الاستمالة وجمع نحو أربعة آلاف أو خمسة آلاف من المشاة ليتغلب بهم على الأهلين ، ولكن ظهر القحط في بغداد فبلغت وزنة الحنطة ثلاثين قرشا وزيادة ووزنة الشعير ستة عشر قرشا ولكنها كانت مفقودة. وكذا تضاعفت أسعار الارزاق الأخرى واستولى الضيق على الفقراء وشغلوا بأنفسهم. وكذا الأغنياء سئموا الحالة.
وكان الأولى بالوزير أن يذعن للأمر السلطاني فأبى بتسويل من ابن أبي عقلين وأمثاله.
وعلى هذا أراد سعيد باشا أن يشوش على محمود باشا متصرف بابان أمره وكان ورد مع داود باشا بجميع قواه فبقيت بابان خالية فعين عبد الله باشا الباباني أن يسير بجيشه ليستولي على لواء بابان فذهب من جانب الكرخ ليعبر من ناحية تكريت ويذهب إلى كركوك ومنها إلى السليمانية ففعل ، وكتب إلى خالد باشا الذي عزل من لواء كوى وذهب إلى إربل فأقام فيها بضعة أيام ثم جاء إلى كركوك فأكد له الوزير سعيد باشا في لزوم متابعة عبد الله باشا وأن يأخذ معه السباهية ممن في كركوك ويرافقه إلى السليمانية.