سعيد باشا والوزير :
لم يلتفت سعيد باشا إلى الأمر السلطاني وأرسل عبد الله إلى جهة كركوك ليذهب إلى السليمانية وأبقى العشائر الأخرى في بغداد. فلما رجع عبد الله باشا من السليمانية بيأس توقف في كركوك. ولكن المنتفق والعبيد والدليم بقوا للمحافظة ، وأن مصاريف المنتفق وحدهم تتجاوز العشرة آلاف قرش ونفقات الباقين على هذه النسبة فنفدت المؤونة وصارت تشترى من الأهلين بصعوبة بحيث تسعى الحكومة من الصباح إلى الغروب لسد حاجتها.
كانت الأوضاع في حرج والعربان لا سيما المنتفق يتحكمون من أجل الارزاق بحيث صار لا يطاق أمر إرضائهم فأظهر سعيد باشا العجز ولم يبق له تدبير بل صار يتحرى الخلاص من الكلفات الناجمة.
وفي هذه الأثناء ورد الخبر بأن الوزير عاد من الجديدة ورفع الحصار عن بغداد فكان ذلك خير وسيلة لترخيص شيخ المنتفق وإخوته وعشائره فابتهج الشيخ لهذه المنة. أبدت الحكومة استغناء عنه بداعي أن النظام جرى على محوره المطلوب فعاد (١).
مذاكرات :
في المطالع ما يشير إلى أن الوزير أرسل صورة الفرمان إلى حمود ابن ثامر وكان مشككا فيه وحينئذ أشار على سعيد باشا بالامتثال للأمر وأنه يبلغه مأمنه فلم يسمع قوله. وحينئذ عزم الشيخ حمود على الرجوع إلى دياره فذهب. وأن ابن سند أسهب في البحث (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٨١.
(٢) مطالع السعود ص ١٧٥.