حالة بغداد بعد الشيخ حمود :
إن سعيد باشا عزل الكتخدا درويش محمد آغا ونصب مكانه أصالة الحاج عبد الله آغا وكان من الندماء وقبل ذلك كان وكيل الكتخدا فصار العزل داعية سرور الأول والنصب حزنا على الآخر. قال صاحب الدوحة : أنه اطلع على كتاب منه ورد إلى الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر جوابا له «إنني كنت أظنك تضمر الخير لي فظهر لي أنك لم تكن كذلك. فلو كنت محبا لما تمنيت لي هذا المنصب في هذا الأوان بل كنت تعزيني به» اه ...
وذكر أنه شاهد الكتاب بعينه. ولذا قام بهذا المنصب على كره. أما درويش محمد آغا فإنه اعتزل الوظيفة وسكن بيته فرحا إلا أنه نسب حمادي إليه بعض الأعمال فترك منزله ضرورة وأقام في دار أخرى بعيدة عن دار الحكومة. وصار يترقب الفرج.
مضت أيام على هذه الحالة وتواردت السوابل ، وزال الضيق عن الأهلين نوعا وأن سعيد باشا اطمأن. وخرج مرة راكبا فشاهد أخاه صادق بك ومعه أتباعه وبعض آغوات الداخل يرافقونه ذاهبين إلى الوزير فلم يمنعهم أو أنه لم يقدر على ارجاعهم.
وبعد بضعة أيام اجتمع قسم من أهل باب الشيخ وتذاكروا في أمر دفع سعيد باشا فوصل إليه خبر اجتماعهم فطلب الأشخاص الحاضرين فلم يأتوا وأصر فلم يجيبوا ووافقهم غيرهم وتجمهروا وشرعوا في الشغب.
وكان سعيد باشا ينوي تسيير جيش عليهم. وفي الصباح سير الجيش فأشعل الفتنة متميزو العساكر ، وأغروا لفيفا من أهل باب الشيخ.
وعلى هذا علم الباشا أن حمادي جرح فحاصر في القلعة ومن ثم ترك أعوانه وحشمه وتخلى عن المنصب من تلقاء نفسه وحاصر في