القلعة مع حمادي. وقبل هذا وضع عسكر عقيل في القلعة.
وحينئذ اجتمع آغوات الداخل مع الأعيان والندماء والعلماء وصنوف العسكر فاتفقوا على طاعة الوزير داود ونصبوا موسى آغا قائممقاما ثم كتبوا عرضا مع محضر دونوه من ساعتهم وأرسلوه إلى الوزير. وكان في قره بولاق ينتظر الفرج بصبر فجاءه العرض مع المحضر متضمنا دعوته وإنقاذ الأهلين مما نالهم (١).
الوزير في بغداد :
وعلى هذا نهض بموكب فخم إلى بغداد فوصل يوم الجمعة ٥ ربيع الآخر سنة ١٢٣٢ ه فتوقف خارج الباب الشرقي ونصب خيامه هناك. ومن ثم استقبله الأعيان والعلماء والأركان ... فدخلها مساء بابتهاج من الأهلين. مضى من وسط المدينة فتعالت الأصوات من كل صوب بـ (خير مقدم) و (مرحبا) ...!
وفي اليوم الثالث اجتمع العلماء والأعيان وصنوف الجيش والندماء ووجهاء البلد وعموم العثمانيين فتألف الديوان العظيم وازدحم الخلق فقرئت المناشير على الملأ وأجريت مراسيم الأفراح ...
وعين محمد آغا كتخدا البوابين سابقا كهية. ولكتابة الديوان فضل الله (٢) ولآغوية الينگچرية السيد علي آغا وأبقى كلّا من الحاج محمد سعيد الدفتري ، وموسى آغا كهية البوابين ، ويحيى آغا الخازن في مناصبهم وألبس كلّا منهم خلعة ... كما ألبس رؤساء الصنوف الأخرى.
وحينئذ تقدم الأعيان والعلماء والأشراف والعثمانيون للتبريك (٣).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٨٢.
(٢) ترجمته في ص ٥٥ من تذكرة الشعراء ، وهو أخو لطف الله كاتب الديوان.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٨٤.