قتلة سعيد باشا وحمادي :
إن سعيد باشا حينما عزل وصل الأمر السلطاني إلى الأخ من الرضاعة أحمد بك فأطلع سعيد باشا على محتوياته فلم يلتفت وتمرد فكانت النتيجة أن تفرق جمعه فالتجأ مع حمادي إلى القلعة الداخلية فحاصر بها. وأنذره الوزير داود باشا مرارا بلزوم التسليم فلم يذعن. وورد الفرمان بأنه إذا خالف قتل. وفي أول الأمر أبعد عنه العقيليون وألقي القبض على حمادي وحبس في (باشا اسكي). ثم قتله محمد آغا معتمد حالت داخل القلعة يوم الأربعاء ١٠ من شهر ربيع الآخر (١).
وحكى صاحب تاريخ الكولات تفصيل مأساة قتلته بشكل روائي داع للألم. وبين قسوة داود باشا ، وأن آغا الينگچرية وبعض الأعوان الآخرين قد عهد إليهم بقتله فقتلوه. أخذوه من حجر أمه .. فانتهت المأساة. وحمل ذلك على شدة حنقه وقسوته. وكان الأولى به أن يسيره إلى السلطان ويطلب العفو عنه كما فعل خلفه علي رضا باشا اللاز (٢) ولم يكن قتله في القلعة كما ذكر صاحب الدوحة.
ومن هنا نرى المؤرخين أيام الوزير لم يجسروا أن يدونوا مثل هذه الأمور كما دون الأستاذ سليمان فائق (مؤرخ الكولات) من ذم داود باشا على فعلته بابن سيده. ومهما بالغ الوزير في تبرير قتلته على لسان مؤرخيه لم يستطع لها توجيها إلا من عباد الجاه.
ترجمة سعيد باشا :
ذكرت أحواله على لسان مؤرخي داود باشا. وغاية ما يستفاد منها أنه حصل على الوزارة بمناصرة حمود الثامر شيخ المنتفق ونال سائر
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٩٤ ومطالع السعود ص ٢١٦.
(٢) تاريخ الكولات ص ٣٦.