وأعيانهم ويقدرون بثمانية وأبناء عمهم وأقاربهم ومجموع الكل نحو ثمانية عشر رجلا فاستقبلهم الجيش ، وأن الكتخدا استصحبهم معه إلى أن وصلوا إلى الكوفة فأمر الكتخدا بإلقاء القبض عليهم وأرسلهم إلى بغداد مقيدين ...
وأما صالح آغا فلم يتيسر له القبض على عباس الحداد حيّا فانتهز الفرصة وقتله مع علي دبيس الشقي المشهور وأرسل برأسيهما إلى الوزير فزالت الفتنة بين الزكرت والشمرت في النجف وهدأ الأهلون وأن الباقين أذعنوا وخلدوا للسكينة. وحينئذ نصب عليهم وكيل متول محمد طاهر چلبي من أقارب السادن (الكليدار) الأسبق وزال النزاع.
نهض الجيش من الكوفة وتوجه نحو مهمته الأصلية. وفي هذه الأثناء أخبر الكتخدا أن الحميدي ، وابن حريميس ومعهم نحو أربعة آلاف بعير وركب كبير جاؤوا للاكتيال إلى محل يقال له (الحاج عبد الله) فعين عليهم شيوخ الخزاعل والبعيج للانتقام منهم وأرسل معهم خيالة وقسما من العثمانيين العرب. ولما وصلت العساكر إلى الديوانية اشتغلت الجنود بربط الجسر وترقبوا أخبار العشائر فاختاروا الإقامة هناك والانتظار في جهة الشامية لبضعة أيام وحينئذ وصلت العشائر إلى محل أخذ الكيل فتقابل الفريقان ووقع القتال بينهما من طلوع الشمس إلى غروبها.
وهناك نزل شيخ البعيج السابق عزيز السلطان يبعد بضع ساعات عن المحل المذكور للإفساد وأعان عنزة كما تلاحق ركبهم وتظاهر معهم وفي كل هذا كان النصر حليف الجيش وكسر أولئك شر كسرة واستولوا على مقدار كبير من الإبل فنالت العشائر المذكورة عقوبتهم ورجعت عشائر الحكومة ظافرة منصورة.
وفي هذه الأثناء أكملت العساكر نصب الجسر فعبرت إلى جهة