ومنها ذهب إلى (كفرى) ثم توجه إلى قره تپه (قره دپه) ومنها وصل إلى ناحية (دلي عباس).
عرض الوزير القضية بحالها على دولته وطلب الإمداد منها إلا أنها لم يكن لها أمل في الحرب ولا كان لديها من المعدات ما يكفي والأمل مصروف إلى أن الشهزاده سوف يرجع من كركوك إلى بلاده ولكنه جاء إلى كفرى فلم يرجع حتى وافى (دلي عباس). وحينئذ أشعل نيران الفتنة في الأطراف وألقى التشويش فنزل بين خان چبق وبين قرية هبهب وعين عساكر على العشائر القاطنة هناك فانتهب منهم نحو عشرة آلاف (١) رأس من الغنم والمواشي وأوقعوا أضرارا كبيرة بالأثمار فمدوا أيديهم وخربوا الكثير من القرى.
أما الحكومة فإنها خشيت من الذين يميلون إلى إيران فاتخذت التدابير بسد الأبواب الثلاثة وأبقت لها حرسا من الآغوات المعتبرين توقعا لما يخشى منه ووضعت المدافع ، لحراسة العاصمة والتأهب لما يخشى وقوعه وأقيم الحرس من الينگچرية وصنوف الجيش الأخرى ...
وفي هذه الوقائع وذيوعها لم يبد الأهلون ما يخل بالأمن ، ولا ما يخالف الوضع. صبروا وانقادوا لولاة الأمر فكانوا على وفاق ، وكذا الشأن في الصنوف العسكرية وأكابر موظفيها فإنهم أدوا ما عليهم من الخدمة وبذلوا ما استطاعوا من راحة ...
وجاءت العشائر زمرا ووافقت على ترتيبات الحكومة وسلطتهم على السرايا والهجومات المختلفة وصاروا يهاجمونهم ويصولون عليهم من كل ناحية ووقفوا لهم بالمرصاد ، وإنهم حينما رأوا محمدا الكهية وأعوانه في الجهة التي بين خان چبق وبين قرية هبهب صاروا يشنون
__________________
(١) في مطالع السعود ألف رأس من الغنم.