براك ـ عفك والشاوي :
إن الوزير أراد أن يجرب مقدرة براك فجعله يغزو بمن معه من آل شبيب عفكا وقاسم بن شاوي ومن معه فتحصنوا بالأهوار فخاضها المنتفقيون وقتل من أكابرهم وفرسانهم دويحس بن مغامس بن عبد الله بن محمد بن مانع الشبيب. وقتل أيضا ابن لثامر بن مهنا بن فضل بن صقر وهو شبيبي أيضا.
وكان مع براك بن ثويني شيخ زبيد فلم تكن منه مساعدة ولم يخلص في الخدمة فخذلوا وقل أمل الوزير في السيطرة على الوضع ...
القضاء على الينگچرية :
أمر السلطان بالقضاء على الينگچرية وقتل منهم ألوفا ونسخهم من ديوان الجند وكتب إلى الارجاء أن يعزلوهم وأن يمحوا هذا الاسم ... وفي وادي العوسج بقرب صقال طوتان إلى جهة خانقين لا تزال قبورهم باقية. وهي مواطن قتلهم وللترك مؤلفات خاصة في تحبيذ إلغائهم والقضاء عليهم مثل كتاب (أس ظفر) ... وكانوا واسطة تقدم الترك ونجاحهم في بادىء أمرهم ، ويعد تجديدا في (أمر الجندية) .. فطرأ على هذا النظام ما طرأ فقدوا الطاعة والتنظيم ، وأمنوا السلطة فتحكموا بل جرّوا الويل على هذه الدولة. و (ينگچري) مخفف من (ينگى چرى) أي العسكر الجديد.
وما أفسد الأمم أو قضى عليها إلا فساد الجندية وأنظمتها ، وعدم القدرة على الاصلاح .. وكان الغرب والشرق يخشون سطوة هذا الجيش إلا أنه بعد أن فقد مزاياه طمع فيه كل طامع ونالوا منه ما نالوا فتوالت هزائمه وكثرت مصائبه وكاد يقضي على الدولة لو لا أن تداركها السلطان بنظامه الجديد ، ملت الأمة تحكم هذه الفئة ، فلم يهدأ لها أمر حتى