من غائلة والتواريخ بين التفصيل والاجمال وتضارب في النصوص. ونحن نذكر ما تيسر دون إخلال.
وكان الأستاذ محمد أمين الكهية مفتي بغداد الأسبق أبدى بيانات دونها لطفي في تاريخه وزاد عليها مصادر رسمية وبيانات أخرى وأن الأستاذ سليمان فائق تصدى للموضوع وهو بمثابة رد عليه بالنظر لما علم عن المماليك وعن الوزير. استنطق بعض رجال الدولة ورجال المماليك فكتب تاريخ الكولات ومرآة الزوراء ، فأوضح ما عنده. ومن ثم رجعنا إلى هذه وغيرها. ولخصنا ما جرى.
إن الدولة أرادت أن تطبق ما جرى على يد حالت أفندي فقامت بأمر خطير وذلك أن داود باشا داخل ذهنه الاستقلال فاستخدم الشعراء لمدحه وإطرائه ، وقام بتعمير المدارس والجوامع وكلها مقدمات نوايا يحسب لها حسابها. وما طلب الإعانة منه إلا وسيلة للوقيعة به. وكان هذا الوزير أعرف بالأوضاع السياسية والحربية. زاد نفوذه في بغداد. فقضى على المتنفذين من الأهلين والعشائر ورجال المماليك فصفا له الجو بحيث لم يبق له مزاحم. وتدخل في شؤون الموصل فعرفت الدولة آماله. وكانت تظن أن يكون عونا لها في الملمات فيقوم بخدمات جلى فتهاون بل صار يطلب الاستقلال فعزمت على القضاء عليه.
استغل الحوادث السياسية والحربية فكان من الصعب جدا أن تكاشفه الدولة بعزل. وإنما أعملت الفكرة ، فاتخذت الكتمان والمذاكرات الخفية لا سيما أنها كانت في غوائل حاقت بها ولكنها عدت حادث الوزير أكبر.
أرادت أن تطرح إعانة على بغداد وقررت إرسال صادق الدفتري لهذه المهمة ولحل بعض القضايا المعلقة بين الدولة وايران ، حاولت الحصول على دراهم من بغداد تعادل ما يؤخذ من إيالة مصر ، وأن