يتفاوض مع إيران بخصوص محمود باشا متصرف بابان الهارب إليها في تلك الأثناء. هذا ما أظهرته الدولة.
ولا ننس أن الوزير حاول إلحاق الموصل ببغداد ، لتأمين آماله. فشكا من واليها يحيى باشا وطلب عزله ولكن حاذرت الدولة أن تودع الولاية إلى أحد الوطنيين مع علمها بأن إرسال صادق لا يقترن بنتيجة صالحة بل ارسلته لهذه الغاية وإن كانت أظهرت غير ذلك.
قبل أن يذهب صادق الدفتري إلى بغداد أراد أن يحصل على تعليمات تخص مهمته فلم يظفر ببغية سوى أنه أوعز إليه أنه إذا وصل المحل تحرك حسب المصلحة.!
فلما تحقق أن لا مجال لمعرفة الوضع جاء إلى (المابين الهمايوني) مع مصطفى (باشا) (كاتب السر) فأمر بالمواجهة فتلقى التعاليم الشفهية من السلطان والتنبيهات المقتضية. وهذا أغلب ما يرد إلى الخاطر ...!
قال المؤرخ لطفي : وللتحقق عن أصل القضية ذهبت بنفسي إلى مصطفى باشا كاتب السر من قدماء وكلاء السلطنة وكان مقيما في وانى كوى (من قرى استنبول) ولما سألت منه أفادني أنه لم يواجه صادق أفندي إلا أن الصراف جاءه يوما إلى (المابين الهمايوني) وحضر عنده فأبدى أنه يطلب إعفاء صادق من هذه المهمة والتمس أن يتوسط بذلك وأتى بليرات كثيرة ، فأجابه أن الدولة عينته وأنه لا يتدخل وطرد الصراف. هذا ما بقي بخاطره.
واستمر لطفي في الرجوع إلى أصل بحثه وقال :
وعلى هذا سار صادق إلى بغداد في ربيع الأول وصحبه معه جناب أفندي من مقدمي قلم الديوان وأخذ مصاريف سفرية خمسين ألف قرش ، وأجور المنزل ثلاثين ألف قرش فقصد بغداد ...