ويقال إن من جملة التعليمات التي تلقاها أن يحصل على المعلومات من يحيى باشا الموصلي وكان آنئذ والي ديار بكر فإذا التقى به استفاد منه خبرة ... ولكن الدولة إثر إرساله كانت تخشى أن يفتضح أمره فتحبط مساعيها فتعد قضيته شبيهة بقضية حالت.
نقل لطفي في تاريخه المسموعات عن هذه القضية وهي لا تختلف كثيرا عما في تاريخ الكولات ولا عما ورد في تقويم وقائع ... ولا يهمنا أن تكرر الأقوال. وإنما نذكر الصفوة.
ورد صادق بغداد. والدولة في ريب من أمره.
وكان الوزير على علم بالخبر قبل أن يتحرك صادق فلما جاء إلى بغداد قابله (محمد المصرف) وأظهر له الوزير معاملات جافة لحد أنه لم يأمر له بالجلوس بحضرته وإنما أبقاه واقفا وحقره بأمثال هذه ... مع أن المعتاد أن من يأتي من جانب السلطنة صغيرا أو كبيرا يستريح في قصبة الأعظمية ويبيت فيها ليلته وفي اليوم التالي يدخل بغداد باحتفال مهيب فيلاقي الوالي وينزل ضيفا عنده. جرى ذلك المعتاد من زمن حسن باشا فاتح همذان.
أما الموما إليه فقد وصل إلى الأعظمية يوم الجمعة وأمر أن يدخل بغداد في حينه فاحتفل بدخوله وتوجه إلى السراي وأحضر للسلام مقدار من مشاة العساكر النظامية. ومن هناك ذهب إلى داره.
وفي اليوم التالي جاء لملاقاة الوزير فأحضر لاستقباله فوج من العسكر ولم يقصر في الاحتفال به رسميا إلا أن الوزير تثاقل في القيام له ... ولكنه رأى مقابلة بمثلها تقريبا. ولم يفاتحه بما يتعلق بمهمته حتى أنه لم يسأله عن حاله وإنما أنهى المجلس ببعض الكلمات الرسمية والعادية ... ولما خرج لم ينهض له إلا بتثاقل. وهذا صعب على مثل صادق ولم يعد إليه الزيارة مع أنه انتظره في اليوم التالي. وفي يوم الاثنين ذهب إلى الوزير وحينئذ وعند المواجهة اخبره بعزله فقال له إني