قدمت معروضات إلى الدولة وأنا منتظر جوابها فينبغي أن تكتم ذلك. فأبدى أنه لا يغتر بمواعيد أمثال هذه وأصر عليه بلزوم تسليم المملكة إليه. وجرت معارضات بينهما فانفعل الواحد من الآخر ... ثم عاد صادق إلى محله.
وإثر عودته دعا سليمان آغا الميراخور (المناخور) من عتقاء الوزير ففاتحه صادق في القضية وقال له إذا قتلت الوزير وجهت إليك وزارة بغداد فلم يقبل وذهب توا إلى الوزير فأخبره بما جرى.
وفي الأثناء دخل محمد آغا كتخدا البوابين وقال للوزير إن قائممقام النقيب السيد عبد الرزاق جاء لأمر مهم يطلب المواجهة فأذن له. وحينئذ قدم إليه تذكرة مرسلة إليه من صادق الدفتري يبين له فيها عزل الوزير وصدور الفرمان بقتله وأنه يطلب معاونته ... ولما قدمها إليه كانت يده ترتجف وآثار الرعب بادية عليه. قرأها وقال : أنا سوف أتصالح مع دولتي فلا تطلع أحدا.
مذكرات :
بعد الملاقاة الثانية للوزير وانفعال الواحد من الآخر عاد صادق إلى داره متألما وعلى هذا وعد سليمان الميراخور بالوزارة وأخبر قائممقام النقيب ...
وعلى هذا غرق الوزير في بحر من الأفكار. وحينئذ استوحش الوزير من سليمان آغا ، فدعاه ودعا محمدا المصرف وإسحاق الصراف وتذاكر معهم في دفع هذه الغائلة. فاتفقوا على لزوم قتل صادق إلا أن الوزير أبدى أن عاقبة ذلك وخيمة فقال الجميع : إن حياتنا مهددة ببقائه ، وإن الخطر محيق بنا ما دام هذا حيا ، وتعهد الميراخور بقتله وعند هذا أنهى الوزير القول. وهذا غفلة منه (١).
__________________
(١) تاريخ الكولات ص ٢٧ وفيه تفصيل.