نهر الشاه بعدته وعديده. وفي هذا تهديد وإرهاب (١).
قبيلة كعب :
إن الوزير بعد أن جلس في منصبه جاءه رؤساء القبائل يهنئونه فنالوا كل إكرام منه وكان فيه نوع استبداد. وفي أيام متسلميته البصرة كان أصناف الأهلين من غني وفقير وقاص ودان راضين عنه وشاكرين له إلا شيخ كعب سليمان العثمان. قام ببعض ما لا يليق وفي أيام وزارته لم يجسر أن يأتيه خشية أن يبطش به. فاستولى عليه الخوف فلم يأت إلى بغداد. ولذا بدرت منه بعض البوادر مما دعا الوزير أن يدخله تحت الطاعة.
وعلى هذا قام الوزير بما يلزم فسار من بغداد على طريق الحلة بجيش جرار وعدد كاملة. فوصل الوردية ثم أخّر بعض الاثقال الزائدة في الحلة ومنها جعل وجهته مجهولة وأشيع أن الجيش أغار على بني لام فتوجه إلى شط دجلة قاصدا الكوت ومن هناك عبر الشط. ثم إنه سير الجسر منحدرا معه. وبعد أن قطعوا ما بين العمارة والكوت عبر أيضا وغرضه الايهام وأن لا يقطع بجهة في تعيين صوب عزيمته.
وصل إلى نهر كارون وحينئذ بدت نواياه وظهرت سطوته وسمع الشيخ المذكور بخبر مجيئه. وحينئذ وجد نفسه أنه لا يطيق القتال فأرسل إلى الوالي طالبا العفو عما بدر ، وأنه لن يخرج عن الطاعة.
أما الوزير فقد عفا عنه وأخذ هداياه. وفي طريقه قام ببعض المهام ونظم الأمور. ثم عاد إلى بغداد (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٥١.
(٢) دوحة الوزراء ص ١٥١ وذكرنا عشائر كعب في المجلد الرابع من عشائر العراق وهو مخطوط عندنا.