بحجة أن هذه تعود إلى موتى الطاعون ، فكان يصادر بعض أموالهم يداعي أنهم استولوا على متروكات الموتى فوصل خبر ذلك إلى الشاه فتأثر. فعهد بأمر دفع هذا الظلم إلى (حيدر قلي خان) أمير زنگنة. اختاره لهذا الغرض حيث إنه كان ممن عاش لدى الصفويين وكان من أمراء ايران المعروفين فهو مجرب كامل بسبب سفراته وسياحاته العديدة في الاقطار ، وكان عالما بالعلوم المتداولة. يجيد أكثر اللغات الغربية فضلا عن أنه كان مفوها ، منطيقا. أرسله إلى بغداد فأخذ ينصح الباشا ويحذره العواقب. فكان جواب الباشا يتضمن مواعيد واهية فأذن للرسول بالانصراف.
واستمر في ظلمه وقسوته أكثر بحيث إنه قبض على جماعة من سكان الكاظمية وعذبهم بالضرب بالعصى فأدى ذلك إلى وفاة واحد منهم.
ولما جاء هذا الخبر إلى الشاه لم يهدأ ولا قر له قرار فأرسل أخاه محمد صادق خان الزندي وأحد أبناء عمه نظر علي خان وكانت لهما اليد الطولى في قيادة الجيش وحسن إدارته ففوض إليهما أمر الاستيلاء على البصرة. فوردا إلى شوشتر ومنها ذهبا إليها.
وكان متسلمها إذ ذاك سليمان آغا وهو ذو شجاعة ورأي سديد. قام بالواجب في حراسة المدينة وأظهر ثباتا ، وأما جيش القزلباش فإنه أحاط بها واستمر الحصار أربعة عشر شهرا فوصل حال المدينة إلى حد أنهم من شدة القحط أكلوا لحوم الحيوانات التي لم يألف الناس أكلها كلحوم الكلاب والقطط وهلك خلق كثير (١) ...» اه.
__________________
(١) تحفه عالم ص ٨٧.