باشا رشح نفسه لوزارة بغداد. أما عجم محمد وإسماعيل الكتخدا فقد اخفقا في مسعاهما. فوجهت الوزارة إلى حسن باشا بولاية بغداد والبصرة في أواسط سنة ١١٩٢ ه فوصل إليه البشير وجاء الخبر إلى بغداد. وهنأه الشيخ حسين العشاري بقصيدة (١).
وحينئذ سكن الاضطراب وخرج الأهلون من خطر هذه الفتنة ، وخرج اللوند إلى باش آغا ابن خليل واختفى أرباب الزيغ ومن جملتهم آغا الينگچرية والمطرجي. ذهبوا إلى دشخرو فارين وعاشوا في غربة. لكن محمد الكهية (عجم محمد) لم يترك له المجال لينهزم فبقي وبعض أعوانه في القلعة محاصرا ينتظر الوالي الجديد بكفالة من أهل الميدان على أن لا يفر إلى جانب آخر قبل أن يراه الوزير الجديد. وفي الظاهر أنهم يحرسونه ويراقبون حركاته ليلا ونهارا.
أما الوزير الجديد فإنه مطلع على أحوال المملكة بصير بها. وكان الواجب أن يأتي بأقرب وقت إلى بغداد ولكن الحروب بين أمراء الكرد والحالة التي كانت عليها إيالته اقتضت أن يتأخر في كركوك بضعة أيام.
تفصيل حادثة الكرد :
بعد أن اضطر محمد باشا أن يترك (قلعة چولان) ويقيم في لواء كوى مع تمر باشا ضبط أحمد باشا لواء بابان وعاد جيش ايران إلى الوراء إلا أنه في موسم الربيع خرج محمد باشا من لواء كوى وذهب إلى مكان قريب من لواء بابان مما هو تابع للواء كوى ونصب خيامه. ولما وجهت إيالة بغداد والبصرة إلى حسن باشا علم محمد باشا أن عسكر ايران انسحب ووجد في جيش أحمد باشا قلة وضعفا ، ورأى في نفسه قدرة إذ تابعه الكثير. فهاجم أحمد باشا وتقاتل معه لاعتقاده أن
__________________
(١) ديوان العشاري ص ٣١٤ ودوحة الوزراء ص ١٧٥.