حسن باشا يعضده لكن الوزير حاول منعه واقناعه بكل وسيلة فلم يفلح. ولذا لم يخالف الوزير رغبته وعيّن أن يكون تمر باشا وجيوشه معه وكذا رتب له ما في كركوك من اللوندات والطوائف الأخرى وكل ما استطاع من جند فعبر محمد باشا النهر الفاصل بين الطرفين بمن معه ومشى على أحمد باشا.
ولما سمع أحمد باشا بالخبر تقدم هو أيضا بما لديه وكانت تقدر قوته بربع قوة محمد باشا. فتقابلوا في محل قريب من طاشليجة يقال له (جيشانة) فكانت النتيجة أن انتصر أحمد باشا وألقي القبض على كل من محمد باشا وتمر باشا (متصرف كوى) وعلى كثيرين من الأعيان والمعتبرين فقتل حالا تمر باشا وأرسل محمد باشا مكبلا إلى قلعة سروچك (سروجق) وعرض الأمر على حسن باشا وطلب العفو عما بدر منه وبسط معاذيره والتمس أن يشمله بانظاره. أما حسن باشا فإنه نظر إلى القضية بعين البصيرة فقبل معذرته ووجه لواء بابان إليه. ثم أضاف إليه لواء كوى وحرير وأرسل إليه الخلعة الفاخرة. فلم تبق غائلة هناك (١).
الوزير في طريقه إلى بغداد :
وحينئذ توجه إلى بغداد بمن معه إلا أن ابن خليل جمّع على نهر ديالى قوة كبيرة وكانت له آمال فتأهب للنضال. أما الوزير فقد أمده الحاج سليمان بك بخيالة من العبيد وبنحو أربعمائة من فرسان النجادة المسلحين بالبنادق وكذا بغيرهم. وعلى هذا هبط من غرور ابن خليل وصار يخشى على حياته فضلا عن المقاومة والحرب. وحينئذ حفر الخنادق وتحصن هو وجيشه فيها وأرسل وجهاء عسكره للدخالة على
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٧٦.