حبط عمله. ونظرا لذلك كتب إلى محمد بك الشاوي في التعجيل بإحضار أحمد باشا. وعند وصوله إلى قلعة چولان بادر أحمد باشا إلى امتثال الأمر إلا أنه كان حبس أخاه محمد باشا في قلعة سروچك ففكر في الأمر. ولذا اقتضى أن يبقى بضعة أيام هناك لاتخاذ تدبير. وأن بعضهم زين له قتل أخيه إلا أنه لم يشأ ذلك واكتفى بسمل عينيه وأخذ جميع عسكره ونهض من قلعة چولان وأسرع في المجيء إلى بغداد.
ولما وصل إلى جبل (أزمر) عرض له مرض. ولما جاء إلى قره طاغ تغلب عليه فاضطر إلى التأخر فامتد مرضه نحو ستة أيام أو سبعة فتوفي.
وافى خبر ذلك إلى الوزير فوجهت ألوية بابان وكوى وحرير إلى بقية إخوته وأرشدهم محمود باشا وخلعت عليه خلعة فاخرة وأرسلت مع منشور بوجه السرعة وكتب إليه أن يعجل بالمجيء. أما الباشا فإنه بلا توان وحينما وصل إليه الخبر استصحب كافة الجيوش كما أن الوزير اصدر الأمر إلى عثمان الكهية وما يقدر عليه من الجيش وإلى الحاج سليمان بك مع جميع ما لديه من الخيالة من العبيد أن يتجهزوا بالمدافع والخمبرة والمهمات الأخرى فعبروا من الدجيل إلى الجانب الشرقي ليتصلوا بمحمود باشا فالتقوا به في (أم تل) ولما تلاحقوا تلاقى حرس الوالي مع طليعة تقدر بنحو ألف من خيالة الأعداء في الخالص فسلوا السيوف وأوقعوا فيهم القتل والضرب حتى أفنوا أكثرهم. والباقون منهم كسروا شر كسرة وانسحبوا إلى جهة مندلي ومن ثم لم تمهلهم الجيوش وإنما عقبتهم ومضت في أثرهم. وفي مندلي في محل (سبع رحي) التقى الجيشان ووقع القتال فدمر الأعداء وولوا الأدبار وأسر منهم أكثر من مائة.
هرب محمد الكهية (عجم محمد) ، وأحمد آغا ابن محمد خليل