وقول الآخر :
ونحن التاركون لما سخطنا |
|
ونحن الآخذون لما رضينا |
٢ ـ أو كان المقام مقام الخطاب كقول الحماسية أمامة مخاطبة الشاعر الأموى ابن الدمينة :
وأنت الذى أخلفتنى ما وعدتنى |
|
وأشمتّ بى من كان فيك يلوم |
وقول الآخر :
أنت الذى تنزل الأيام منزلها |
|
وتمسك الأرض من خسف وزلزال |
وقول الآخر :
أنت الذى لم تدع سمعا ولا بصرا |
|
إلّا شفى فأمرّ العيش إمرارا |
وأصل الخطاب أن يكون لمعين وقد يترك إلى غير معين كما تقول : «فلان لئيم إن أكرمته أهانك وإن أحسنت إليه أساء إليك» ، فلا تريد مخاطبا بعينه بل تريد : إن أكرم وإن أحسن إليه ، فتخرجه فى صورة الخطاب ليفيد العموم ، أى سوء معاملته غير مختص بواحد دون واحد. وهو فى القرآن الكريم كثير ، كقوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(١) أخرج فى صورة الخطاب لما أريد العموم للقصد إلى تفظيع حالهم وأنها تناهت فى الظهور حتى امتنع اختفاؤها فلا تختص بها رؤية راء مختص به كل من يتأتى منه رؤية داخل فى هذا الخطاب.
٣ ـ أو كان المقام الغيبة ، لكون المسند إليه مذكورا أو فى حكم المذكور لقرينة ، كقوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(٢) ، أى : العدل ، وقوله : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ)(٣) أى : لأبوى الميت.
ومنه قول الشاعر :
__________________
(١) السجدة ١٢.
(٢) المائدة ٨.
(٣) النساء ١١.