وما مات منا سيّد فى فراشه |
|
ولا طلّ منا حيث كان قتيل (١) |
فرأى أنّه وصف قومه بالصبر على القتل دون الانتصار من قاتليهم فكمله بالشطر الثانى.
وجمع معظم البلاغيين بين المصطلحين وقال القزوينى : «وأما التكميل ويسمى الاحتراس أيضا وهو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه» (٢) ، أى يدفع ذلك التوهم. وهو ضربان :
الأول : ضرب يتوسط الكلام ، كقول طرفة :
فسقى ديارك ـ غير مفسدها ـ |
|
صوب الربيع وديمة تهمى |
فقوله «غير مفسدها» احتراس عن أن تذهب معالمها.
وقول الآخر :
لو أن عزّة خاصمت شمس الضّحى |
|
فى الحسن عند موفّق لقضى لها |
فقوله «عند موفق» تكميل واحتراس من أنّها تقاضى الشمس عند حاكم غير موفق.
وقول ابن المعتز :
صببنا عليها ـ ظالمين ـ سياطنا |
|
فطارت بها أيد سراع وأرجل |
فقوله «ظالمين» احتراس وتكميل ، ولو حذفها الشاعر لفهم أن فرسه بطيئة تستحق الضرب.
__________________
(١) يقول فى الشطر الأول أنهم شجعان أهل حرب لا يموت أحدهم موتا طبيعيا وإنما يموتون بجراحات المعركة. وطل الرجل : أهدر دمه. ومعناه : أنهم لا يفوتهم ثأر قتيل من قتلاهم ، فهم أقوياء.
(٢) الإيضاح ص ٢٠٢ ، وينظر شروح التلخيص ج ٣ ص ٢٣١ ، والبرهان فى علوم القرآن ج ٣ ص ٦٨ ، والطراز ج ٣ ص ١٠٨ وسماه «الإكمال».