٩ ـ السين : وهى حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال ، كقوله تعالى : (أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ)(١) ، فالسين تفيد وجود الرحمة لا محالة ، فهى تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد فى قولك : «سأنتقم منك يوما» أى : أنّك لا تفوتنى وإن تبطأت (٢).
سيعلم الجمع ممن ضمّ مجلسه |
|
بأنّنى خير من تمشى به قدم |
١٠ ـ القسم : وهو عند النحاة جملة يؤكد بها الخبر ، حتى أنّهم جعلوا قوله تعالى : (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)(٣) ، قسما وإن كان فيه إخبار إلّا أنّه لما جاء توكيدا للخبر سمى قسما (٤).
وللقسم أحرف هى : الباء والواو والتاء ، والباء هى الأصل لدخولها على كل مقسم به. ومنه قوله تعالى : (وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى)(٥) ، وقوله : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)(٦) وقوله : (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ)(٧) ، وقوله : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)(٨).
ومنه قول ابن أبى ربيعة :
فو الله لا أدرى وإن كنت داريا |
|
بسبع رمين الجمر أم بثمان |
__________________
(١) التوبة ٧١.
(٢) مغنى اللبيب ج ١ ص ١٣٨ ، والبرهان فى علوم القرآن ج ٢ ص ٤١٨.
(٣) المنافقون ١.
(٤) البرهان فى علوم القرآن ج ٣ ص ٤٠.
(٥) الضحى ١ ـ ٢.
(٦) التين ١ ـ ٣.
(٧) يوسف ٨٥.
(٨) الأنبياء ٥٧.