قياس ، فقولهم فى ثقيف : ثقفىّ ، وفى قريش : قرشىّ ، وفى سليم : سلمىّ. فهذا وإن كان أكثر من شنئىّ فإنه عند سيبويه ضعيف فى القياس. فلا يجيز على هذا فى سعيد سعدىّ ، ولا فى كريم كرمىّ.
فقد برد فى اليد من هذا الموضع قانون يحمل عليه ، ويردّ غيره إليه. وإنما أذكر من هذا ونحوه رسوما لتقتدى ، وأفرض منه آثارا لتقتفى ، ولو التزمت الاستكثار منه لطال الكتاب به ، وأملّ قارئه.
واعلم أن من قال فى حلوبة : حلبىّ قياسا على قولك فى حنيفة : حنفىّ ، فإنه لا يجيز فى النسب إلى حرورة حررىّ ، ولا فى صرورة (١) صررىّ ، ولا فى قوولة قولىّ. وذلك أن فعولة فى هذا محمولة الحكم على فعيلة ، وأنت لا تقول فى الإضافة إلى فعيلة إذا كانت مضعّفة أو معتلّة العين إلا بالتصحيح ؛ نحو قولهم فى شديد : شديدى ، وفى طويلة : طويلى ؛ استثقالا لقولك : شددىّ ، وطولىّ. فإذا كانت فعولة محمولة على فعيلة ، وفعيلة لا تقول فيها مع التضعيف واعتلال العين إلا بالإتمام ، فما كان محمولا عليها أولى بأن يصحّ ولا يعلّ. ومن قال فى شنوءة : شنئى فأعلّ ، فإنه لا يقول فى نحو جرادة وسعادة إلا بالإتمام : جرادىّ وسعادىّ.
وذلك لبعد الألف عن الياء [و] لما فيها من الخفّة. ولو جاز أن يقول فى نحو جرادة : جردى ، لم يجز ذلك فى نحو حمامة وعجاجة : حممىّ ولا عججىّ ؛ استكراها للتضعيف ، إلا أن يأنس بإظهار تضعيف فعل ، ولا فى نحو سيابة وحوالة : سيبىّ ولا حولىّ ؛ استكراها لحركة المعتلّ فى هذا الموضع. وعلّة ذلك ثابتة فى التصريف ، فغنينا عن ذكرها الآن.
* * *
__________________
(١) الصرورة : الذى لا يأتى النساء.