قال : مررت برجل قائمين أخواه فأجراه مجرى قاما أخواه فإنه يقول : مررت برجل أبوى عشرة أبواه. والتثنية فى (أبوى عشرة) من وجه تقوى ، ومن آخر تضعف. أمّا وجه القوّة فلأنها بعيدة عن اسم الفاعل الجارى مجرى الفعل ، فالتثنية فيه ـ لأنه اسم ـ حسنة ؛ وأمّا وجه الضعف فلأنه على كل حال قد أعمل فى الظاهر ، ولم يعمل إلا لشبهه بالفعل ؛ وإذا كان كذلك وجب له أن يقوى شبه الفعل ؛ ليقوم العذر بذلك فى إعماله عمله ؛ ألا ترى أنهم لمّا شبّهوا الفعل باسم الفاعل فأعربوه كنفوا هذا المعنى بينهما ، وأيّدوه بأن شبّهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه. وهذا فى معناه واضح سديد كما تراه.
وأمثال هذا فى الاحتجاج لهم بأفعالهم كثيرة ، وإنما أضع من كل شيء رسما ما ، ليحتذى. فأما الإطالة والاستيعاب فلا.
* * *