* كبير أناس فى بجاد مزمّل (١) *
ولم يحمله على الغلط ، قال : لأنه أراد : مزمّل فيه ، ثم حذف حرف الجرّ ، فارتفع الضمير فاستتر فى اسم المفعول.
فإذا أمكن ما قلنا ، ولم يكن أكثر من حذف المضاف الذى قد شاع واطّرد ، كان حمله عليه أولى من حمله على الغلط الذى لا يحمل غيره عليه ، ولا يقاس به.
ومثله قول لبيد :
أو مذهب جدد على ألواحه |
|
الناطق المبروز والمختوم (٢) |
أى المبروز به ، ثم حذف حرف الجرّ فارتفع الضمير ، فاستتر فى اسم المفعول.
وعليه قول الآخر :
* إلى غير موثوق من الأرض تذهب (٣) *
أى موثوق به ، ثم حذف حرف الجرّ فارتفع الضمير ، فاستتر فى اسم المفعول.
__________________
(١) عجز البيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٥ ، وتذكرة النحاة ص ٣٠٨ ، ٣٤٦ ، وخزانة الأدب ٥ / ٩٨ ، ٩٩ ، ١٠٠ ، ١٠٢ ، ٩ / ٣٧ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٨٣ ، ولسان العرب (عقق) ، (زمل) ، (خزم) ، (ابن) ، ومغنى اللبيب ٢ / ٥١٥ ، وتاج العروس (خزم) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ١٠ ، والمحتسب ٢ / ١٣٥. وصدر البيت :
* كأن ثبيرا فى عرانين وبله*
البجاد : كساء مخطط من أكسية الأعراب. اللسان (بجد).
(٢) البيت من الكامل ، وهو للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ١١٩ ، والكتاب ٤ / ١٥١ ، ولسان العرب (ذهب) ، (برز) ، (نطق) ، (فعم) ، وبلا نسبة فى مجالس ثعلب ص ٢٣٢. المذهب : المطلىّ بالذهب. جدد : جمع جدّة ، والجدّة : الطريقة. وأنشد بعضهم المبرز على احتمال الخزل فى متفاعلن ؛ قال أبو حاتم فى قول لبيد إنما هو :
* الناطق المبرز والمختوم*
مزاحف فغيّره الرواة فرارا من الزحاف ، وقال : ولعله المزبور وهو المكتوب وانظر اللسان (برز).
(٣) ورد هذا الشطر مع اختلاف فى ثلاثة أبيات لبشر بن أبى خازم ، وهاكها :
حلفت برب الداميات نحورها |
|
وما ضمّ أجياد المصلى ومذهب |
لئن شبت الحرب العوان التى أرى |
|
وقد طال إبعاد بها وترهب |
لتحتملن بالليل منكم ظعينة |
|
إلى غير موثوق من العز تهرب |
وانظر معجم البلدان (أجياد). (نجار).