جمعت كانت فى المنظر أحسن من الألوان المتقاربة (١).
٣ ـ أن يجتنب فى التركيب عن الزائد على الحركتين المتواليتين ، وعن الحركة الثقيلة على بعض الحروف كالضمة على نحو : جزع سيما إذا ضم معه ضم الزاى ، ولو فتح ؛ أو فتحا ، أو كسر حسن (٢).
«وقد اشترط بعضهم أن يحترز عن أسباب خفيفة متوالية ؛ فإنها مما ينقص من سلاسة الكلمة وجريانها كقولهم : (القتل أنفى للقتل) إذ ليس فيه كلمة تجمع حرفين متحركين معا إلا فى موضع» (٣).
٤ ـ أن تكون متوسطة بين قلة الحروف وكثرتها.
قال الرازى : «اللفظ المركب من ثلاثة أحرف هى المتوسطة لاشتمالها على المبدأ ، والمنتهى ، والوسط ، وسبب حسنه أن الصوت تابع للحركة ، والحركة لا بد لها من هذه الأمور.
والثنائيات قاصرة ، والرباعيات مفرطة ، ولهذا عيب أبو الطيب بقوله :
إن الكرام بلا كرام منهم |
|
مثل القلوب بلا سويداواتها (٤) |
والحق أن ما ذكره البلاغيون فى هذا المقام لا يخلو من انتقادات عديدة. وجهها إليهم الدارسون المحدثون (٥).
وتتمثل هذه الانتقادات فى أن النظر إلى اللفظة المفردة والحكم عليها بمعزل عن سياقها لا يؤدى إلى الفهم الصحيح للنصوص فى كثير من الأحيان ، فليست مفردات العبارة اللغوية الواردة فى سياق واحد كيانات منفصلة ، يستقل كل منها بذاته ، وإنما
__________________
(١) ابن سنان ـ سر الفصاحة ص ٦٠.
(٢) ابن الأثير المثل السائر ١ / ١٧٤ ، والطيبى ـ السابق ٢ / ٤٩٧.
(٣) الطيبى ـ السابق ٢ / ص ٤٩٧.
(٤) الرازى / نهاية الإيجاز ص ١٢٥ ط الأدبية.
(٥) انظر على سبيل المثال ، د / محمد النويهى ، الشعر الجاهلى ، منهج فى دراسته وتقويمه ١ / ٤٤ ، د / عبد الله الطيب ، المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتهم ، دار الفكر ، بيروت سنة ١٩٧٠ ، ٢ / ٤٦٤ ، د / غازى يموت / علم أساليب البيان ، دار الأصالة ، ط ١ ، ١٤٠٣ ه ، ١٩٨٢ ص ٢٧ ، د / شفيع السيد ، البحث البلاغى عند العرب ، تأصيل وتقيم ص ١٣٥ ـ ١٣٦ ، مكتبة الشباب ، د / عبد الواحد علام ، قضايا ومواقف التراث البلاغى ، ص ٢٠.