الاسم نحو عثوثل ، وغدودن ، وحفيدد ، وعقنقل ، وعبنبل ، هجنجل ... كما ضاعفوا العين للمبالغة ، نحو عتل ، وصمل ، وقمر وحزق ...» (١).
وقد أطال ابن جنى فى توجيه ذلك ، وهو واضح فى أن زيادة المبنى فيه قد ناسبت زيادة المعنى ، وهو إرادة المبالغة.
وقد احتذى حذو ابن جنى فى هذه القضية كذلك ابن الأثير ، فأطال الوقوف أمام هذه النقطة مفيدا فى ذلك مما أفاض فيه ابن جنى ، وإن كان ما قدمه ابن الأثير لم يخل من جديد كذلك.
ولعل أهم ما تميز به بحث ابن الأثير لهذه النقطة أنه اهتم بوضع القيود والضوابط التى تحكم العلاقة بين المبنى والمعنى من حيث الزيادة والنقص ، وهل يصح القول باطراد قاعدة زيادة المعنى لزيادة المبنى أم أن هناك أحوالا لا يصح القول فيها باطراد تلك القاعدة؟ (٢).
هذا وقد تابع المتأخرون من البلاغيين البحث فى هذا الباب ، وإن كانت إضافاتهم فى هذا الباب لا تعدو كونها مجرد إشارات وتقريرات ومراجعات سريعة ، يعد بعضها تكرارا لما سبق ، ويعد القليل منها من قبيل الإضافات اليسيرة المفيدة على مستوى التقعيد والتنظير.
أما الدراسات المتأخرة بدءا من ابن سنان وانتهاء بالطيبى والقزوينى حذا حذوهما فقد بحثت هذه الظاهرة تحت ما اصطلحوا على تسميته بمبحث الفصاحة ، وقد ضمنوه شروطا لفصاحة الكلمة يختص بعضها بالنظر إلى أصواتها ، فمنها :
١ ـ أن يكون تركبها من الحروف اللذيذة العذبة لأنها أصوات ؛ ولها مخارج تشبه المزامير ، ولكل ثقبة منها صوت يخصها (٣).
٢ ـ أن يكون تأليف اللفظة من حروف متباعدة المخارج ؛ لأن الحروف التى هى أصوات تجرى من السمع مجرى الألوان من البصر ؛ ولا شك فى أن الألوان المتباينة إذا
__________________
(١) السابق.
(٢) انظر المثل السائر ٢ / ٢٤١ إلى ٢٤٥.
(٣) انظر الطيبى (علم البديع وفن الفصاحة وهو الجزء الثانى من كتابه التبيان فى المعانى والبيان بتحقيقى / ط المكتبة التجارية ـ مكة المكرمة ٢ / ٤٩٥ ، وانظر ابن سنان ـ سر الفصاحة ص ٦١ تحقيق على فودة مكتبة الخانجى.